أكد رئيس تحالف البديل، عدنان الزرفي، أن المرحلة الحالية تتطلب استجابة واعية وسريعة للمتغيرات الجارية في المنطقة، داعياً جميع القوى السياسية إلى نبذ السلاح والتوجه نحو الاقتصاد والتنمية كخيار وطني مستدام، فيما شدد على أن التهديدات الخارجية ينبغي التعامل معها بعقلانية علمية لا بتوظيف انتخابي.

وقال الزرفي، في حديث تلفزيوني، إن "مواقف العديد من الدول الداعمة لحركة حماس تغيّرت بعد السابع من أكتوبر، ولم يعد مقبولاً وجود فصائل مسلحة على مقربة من الحدود الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "النظام السياسي في العراق بنى موقفه من القضية الفلسطينية على أسس عقائدية، إلا أن إنهاء ملف غزة جاء نتيجة حوارات إقليمية مطولة جرت في أكثر من بلد".

وأضاف الزرفي أن "على الجميع الاستجابة للمتغيرات الإقليمية الراهنة، والاتجاه نحو الاهتمام بالاقتصاد الوطني باعتباره صمام الأمان لمستقبل البلاد"، مؤكداً أن "التهديدات الأمنية الخارجية تحتاج إلى قراءة وتحليل علمي واقعي، بعيداً عن أي استثمار سياسي أو انتخابي".

وفي معرض حديثه عن العلاقات مع واشنطن، أوضح الزرفي أن "الولايات المتحدة ترغب بدمج الحشد الشعبي ضمن المنظومة الأمنية الرسمية، في حين لا يُدرك العراق حتى الآن حجم المخاطر المحتملة للعقوبات الأمريكية مستقبلاً إن لم يتحرك بواقعية ومرونة سياسية".

وأشار رئيس تحالف البديل إلى أن "رؤية التحالف تنطلق من أساس اقتصادي خدمي، وتسعى إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لمعالجة أزمات حيوية مثل الكهرباء، إلى جانب طرح مشروع التأمين الصحي للفئات الهشة بوصفه خطوة إصلاحية واجتماعية مهمة".

وتابع قائلاً: "لسنا خصوماً للبيئة السياسية القائمة، لكن لدينا رؤية مغايرة تنطلق من منطلقات اقتصادية ومؤسساتية جديدة"، مضيفاً أن "استبعاد المرشح سجاد سالم من الانتخابات يثير تساؤلات جدية حول مصداقية المفوضية ونزاهة العملية الانتخابية".

وفي ختام حديثه، حذر الزرفي من أن "انسحاب القوى المدنية من المشهد الانتخابي سيترك الساحة السياسية خالية أمام قوى الإطار التنسيقي، ما يهدد التوازن السياسي وشرعية العملية الديمقراطية"، مؤكداً أن "تحالف البديل لن يخوض منافسة تعتمد على المال السياسي أو النفوذ غير المشروع".