بعد 734 يوماً من الحرب المدمّرة على غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، التوصل إلى اتفاق رسمي بين إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب، في خطوة وُصفت بأنها أهم اختراق سياسي منذ اندلاع المواجهة قبل نحو عامين.
وجاء إعلان ترامب بعد سلسلة مفاوضات مكثفة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود إسرائيلية وفلسطينية وبرعاية مباشرة من واشنطن والقاهرة. وأكد ترامب في كلمة مقتضبة من البيت الأبيض أن “الاتفاق تم توقيعه فعلاً، وهو يمثل بداية الطريق نحو سلام دائم في الشرق الأوسط”.
وكان الرئيس الأميركي قد لمح في وقت سابق إلى قرب التوصل إلى اتفاق، قائلاً إن المفاوضات تسير “بشكل ممتاز”، مشيراً إلى أن فريقه الدبلوماسي بقيادة جاريد كوشنر وستيف ويتكوف بذل جهوداً جبارة لتذليل العقبات التي عطلت الاتفاق خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد تجاوز الطرفان جميع النقاط الخلافية الأساسية بعد تلقي الوسطاء ردوداً إيجابية من الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن المرحلة الأولى من الخطة الأميركية، التي تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من أجزاء واسعة من القطاع، وإطلاق سراح متزامن للأسرى من الجانبين.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن التوقيع النهائي تم بالفعل، وأن عملية تبادل الأسرى ستبدأ يومي السبت أو الأحد المقبلين، وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه، بينما تتحضر واشنطن لإلقاء خطاب رسمي للرئيس ترامب حول تفاصيل الاتفاق ومسار المراحل المقبلة.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه نقطة تحول مفصلية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ يمهّد الاتفاق لوقف شامل للعمليات العسكرية وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وإطلاق المفاوضات السياسية تحت إشراف دولي.