في تصعيد جديد للوضع الأمني جنوب سوريا، أعلنت الجهات الأمنية في محافظة السويداء، مساء الأربعاء، أن ما يُعرف بـ"الفصائل المتمردة" أقدمت على خرق الهدنة المعلنة في محور ولغا، مستهدفة نقاطاً أمنية، ما دفع قوات الأمن الداخلي إلى الرد الفوري على مصادر النيران واستهداف مواقع المتمردين.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من إطلاق مسار سياسي جديد لإعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري، إذ أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني منتصف سبتمبر/أيلول الماضي عن خارطة طريق مؤلفة من سبع خطوات لتحقيق المصالحة الوطنية في السويداء، جرى التوقيع عليها بدعم من كل من الأردن والولايات المتحدة، عقب اجتماع ثلاثي في دمشق ضم الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، وهو الاجتماع الثالث من نوعه منذ يوليو/تموز الماضي.
ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار منذ يوليو/تموز الماضي، إلا أن المحافظة لا تزال تشهد خروقات متكررة واشتباكات متقطعة بين مجموعات درزية وأخرى من العشائر البدوية، أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وفق تقارير حقوقية سورية، في وقت أعلنت فيه الحكومة أربع اتفاقات متتالية لوقف القتال، لم يصمد منها سوى واحد.
من جانب آخر، اتهمت دمشق إسرائيل باستغلال الأوضاع الداخلية في الجنوب السوري تحت ذريعة "حماية الدروز"، معتبرة ذلك تدخلاً سافراً في الشؤون السورية الداخلية، ومطالبة المجتمع الدولي بإلزام تل أبيب باتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974.
وتواصل الحكومة السورية مساعيها لإعادة ضبط الأمن والاستقرار في البلاد، منذ الإطاحة بالنظام السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، والذي أنهى أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد، حيث أعلنت وزارة الداخلية منذ ذلك الحين عن تفكيك عشرات مستودعات ومصانع المخدرات التي اتُّهم النظام المخلوع بإدارتها وتمويلها في مناطق مختلفة من البلاد.