في تطورٍ لافت أثار موجة من الجدل السياسي والدبلوماسي، كشفت صحيفة عبرية عن علاقة غير متوقعة تجمع بين الفائزة بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، المعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، وحزب الليكود الإسرائيلي، في وقتٍ أعرب فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن موقفٍ لافت تجاه الجائزة ومرشحها الأمريكي الخاسر، الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير موسّع، إلى أنّ الإعلان عن فوز ماتشادو بالجائزة أثار استياءً في واشنطن، بعد أن كانت الأنظار تتجه نحو ترامب باعتباره المرشح الأبرز من وجهة نظر أنصاره. وهاجم مدير الاتصالات في البيت الأبيض لجنة نوبل قائلاً إنّها "اختارت السياسة على حساب السلام"، مشدداً على أنّ ترامب "هو من عقد اتفاقيات السلام وأنقذ الأرواح".

وفي الموقف نفسه، أصدر مكتب نتنياهو بياناً دعم فيه تصريحات الإدارة الأمريكية، معتبراً أنّ "الرئيس ترامب هو من جلب السلام الحقيقي، والحقائق تتحدث عن نفسها"، دون توجيه تهنئة مباشرة للفائزة الفنزويلية.

لكن التقرير العبرية كشف جانباً غير متداول من سيرة ماتشادو السياسية، يتمثل في تحالفها السابق مع حزب الليكود الإسرائيلي، إذ وقّعت في عام 2020 اتفاقية تعاون مع الحزب برئاسة نتنياهو، كانت الأولى من نوعها بين حزب فنزويلي وحزب إسرائيلي. وقد هدفت الاتفاقية – التي وقّعها إيلي فيريد حزان، السفير الإسرائيلي الحالي في سنغافورة – إلى "تعزيز الروابط بين شعبي إسرائيل وفنزويلا، وترسيخ القيم المشتركة للحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر"، بحسب نص الوثيقة.

واعتبر حزب ماتشادو "فانتا فنزويلا" تلك الخطوة حينها رسالة سياسية واضحة لنظام نيكولاس مادورو وحلفائه في إيران، مؤكدًا أن التعاون مع إسرائيل يمثل محورًا استراتيجيًا في توجه المعارضة نحو المعسكر الغربي.

وخلال السنوات الماضية، عبّرت ماتشادو مرارًا عن دعمها القوي لإسرائيل، حتى أنها وعدت – في حال توليها الرئاسة – بنقل السفارة الفنزويلية إلى القدس وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 2009. كما طلبت في أكثر من مناسبة تدخل تل أبيب في المحافل الدولية لدعم المعارضة الفنزويلية ضد نظام مادورو.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الارتباط الوثيق أثار اهتمام الأوساط السياسية في تل أبيب عقب إعلان فوزها بالجائزة، حيث اعتبر حزان – الذي وقّع الاتفاق معها – أن فوزها "تكريم لامرأة شجاعة ناضلت من أجل حرية شعبها، وصديقة لإسرائيل منذ البداية".

ويرى مراقبون أن تتويج ماتشادو بجائزة نوبل للسلام سيعزز حضورها السياسي على الساحة الدولية، ويمنح إسرائيل حليفة جديدة مؤثرة في أمريكا اللاتينية، خصوصًا في ظل التوتر المستمر بين تل أبيب وعدد من دول القارة التي تميل إلى دعم الفلسطينيين.

وقالت ماتشادو في أول تصريح لها بعد الفوز "هذا النصر ملك للشعب الفنزويلي ولحلفائنا في العالم الحر، ومن بينهم إسرائيل، التي تشاركنا قيم الحرية والعدالة".

ويؤكد مراقبون أن هذا التقارب السياسي والدبلوماسي بين المعارضة الفنزويلية وإسرائيل قد يعيد رسم خريطة التحالفات في أمريكا اللاتينية، ويمنح تل أبيب موقعًا متقدمًا في المنطقة عبر شراكة غير مسبوقة مع إحدى أبرز رموز المعارضة الديمقراطية في القارة.