تشهد أوكرانيا أزمة جديدة في منظومتها الكهربائية بعد تعرض عدد من منشآت الطاقة لضربات روسية مكثفة، ما أدى إلى انقطاع التيار عن ثماني مناطق على الأقل، في وقت تستعد فيه البلاد لموسم شتاء قاسٍ يثير مخاوف إنسانية واقتصادية واسعة.

وقالت شركة الكهرباء الأوكرانية "أوكرينيرغو" إن الوضع في شبكة الطاقة بات "معقداً للغاية"، نتيجة الأضرار الواسعة التي خلفتها الغارات الروسية الأخيرة على البنية التحتية، مؤكدة تنفيذ عمليات فصل طارئ للتيار الكهربائي في عدد من المناطق.

ووفق بيان الشركة، شملت الانقطاعات مناطق سومي شمال البلاد، وخاركيف في الشمال الشرقي، وبولتافا ودنيبروبيتروفسك في الوسط، إلى جانب انقطاعات مؤقتة في كيروفوغراد وتشيركاسي وزابوريجيا والعاصمة كييف.

وفي تطور لاحق، أعلنت شركة "دي تي إي كيه" – وهي أكبر شركة خاصة لتوزيع الكهرباء في البلاد – إلغاء بعض الانقطاعات المقررة في كييف بعد استقرار جزئي في الإمدادات.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد روسي متجدد يستهدف منشآت الطاقة وشبكات النقل الحيوية، وهي استراتيجية سبق أن استخدمتها موسكو في شتاءات الأعوام الماضية لإضعاف قدرة أوكرانيا على الصمود خلال البرد القارس.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم روسيا بالسعي إلى "إثارة الفوضى" وإضعاف الروح المعنوية للسكان عبر استهداف البنى التحتية المدنية، مشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة ألحقت أضراراً كذلك بقطاع الغاز الأوكراني.

في المقابل، تواصل كييف تنفيذ ضربات مضادة داخل الأراضي الروسية، استهدفت منشآت طاقة ومصافي نفط، بينها هجوم حديث على محطة كهرباء في منطقة بيلغورود الحدودية، تسبب في انقطاع التيار هناك لفترات طويلة.

ومع استمرار هذا التصعيد المتبادل، تزداد المخاوف من دخول أوكرانيا شتاءها الرابع منذ اندلاع الحرب عام 2022 وسط تهديدات متصاعدة بإغراق المدن في الظلام، وتداعيات إنسانية قد تكون الأشد منذ بداية النزاع.