أغلقت صناديق الاقتراع مساء الثلاثاء في عموم محافظات العراق، معلنة انتهاء التصويت العام في الانتخابات البرلمانية للدورة السادسة، التي شهدت مشاركة واسعة فاقت التوقعات. فقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 54%، بعد إدلاء أكثر من 10 ملايين ناخب بأصواتهم من أصل 20,063,773 ممن قاموا بتحديث سجلاتهم واستلام بطاقاتهم الانتخابية، في ارتفاع لافت مقارنة بنسبة 43.54% المسجّلة في انتخابات عام 2021.

واعتمدت المفوضية في حساباتها – كما جرت العادة – على عدد من استكملوا عملية تحديث بياناتهم البيومترية، دون احتساب إجمالي عدد المؤهلين للتصويت البالغ قرابة 30 مليون مواطن، وهو ما يجعل النسبة المعلنة تعكس حجم المشاركة الفعلية ضمن الشريحة المسجلة رسمياً، لا كامل الفئة العمرية القادرة على الاقتراع.

وانطلقت عملية التصويت العام في تمام السابعة من صباح اليوم (11 تشرين الثاني 2025)، وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة، وتدفّق ملايين العراقيين إلى مراكز الاقتراع المنتشرة في جميع المحافظات للإدلاء بأصواتهم، قبل أن تُغلق الصناديق عند الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي.

وبحسب المقارنة الرسمية، فقد شهدت هذه الدورة ارتفاعاً في نسب الإقبال بمعدل 11% عن الدورة السابقة، في مؤشر على استعادة الاهتمام الشعبي بالعملية الانتخابية بعد سنوات من الفتور السياسي. كما سجّل التصويت الخاص – الذي شمل القوات الأمنية والسجناء والنازحين – مشاركة بلغت 13%، وهي نسبة أعلى من مثيلتها في انتخابات عام 2021.

ومن المقرر أن تعلن المفوضية العليا للانتخابات، يوم غد الأربعاء، النتائج الرسمية الأولية، متضمنة عدد الأصوات الصحيحة والباطلة، وهو المؤشر الذي يُستخدم عادةً لقياس مستوى الوعي الانتخابي وتفاعل الناخبين مع العملية الديمقراطية.

وتترقب الأوساط السياسية والشعبية هذه النتائج بفارغ الصبر، وسط توقعات بحدوث تغييرات في خريطة التحالفات البرلمانية المقبلة، وما ستفرزه من ملامح جديدة للمشهد السياسي في العراق.