استعادت العاصمة بغداد مساء الثلاثاء أنفاسها، بعدما بدأت أمانة العاصمة بحملة موسّعة لإزالة اللافتات والملصقات الانتخابية التي غطّت شوارعها وأزقتها خلال الأسابيع الماضية، منهيةً بذلك مرحلة من “التلوث البصري” الذي لازم فترة الدعاية لانتخابات مجلس النواب 2025.
الحملة التي انطلقت بالتنسيق مع الدوائر البلدية شملت رفع الصور من الجدران وأعمدة الإنارة والجسور والساحات العامة، في خطوة تهدف إلى إعادة الرونق والجمالية لعاصمة أنهكتها الزحامات الدعائية وتنافس المرشحين على كل زاوية وموقع بارز في المدينة.
وبينما تعمل فرق الأمانة على تنظيف الشوارع من بقايا المواد اللاصقة والإعلانات الورقية والبلاستيكية، عبّر العديد من سكان بغداد عن ارتياحهم لما وصفوه بـ"عودة المدينة إلى وجهها الطبيعي"، بعد أسابيع تحولت فيها الأرصفة والجدران إلى لوحة مزدحمة بالشعارات والوعود الانتخابية.
وقال عدد من المواطنين إن إزالة الصور “تمنح شعوراً بالهدوء والنظافة”، لاسيما أن كثيراً من تلك الدعايات كانت تحجب معالم الأبنية أو تسببت بتشويه المشهد الحضري، مطالبين بوضع ضوابط أكثر صرامة في الحملات المقبلة للحفاظ على المظهر العام.
وفي الوقت ذاته، ومع انتهاء الحملات الدعائية وبدء إزالة آثارها، تدخل بغداد مرحلة جديدة عنوانها "ما بعد الانتخابات"، حيث تترقب الأوساط السياسية والشعبية إعلان النتائج النهائية وما ستفرزه من تحالفات ستحدد ملامح الحكومة المقبلة.
وبين أملٍ في أن تكون هذه الدورة بداية تغيير حقيقي، وتشكيكٍ في إمكانية تجاوز تراكمات الدورات السابقة، يواصل العراقيون متابعة المشهد عن قرب، فيما تتهيأ بغداد لاستعادة هدوئها واستقبال فصل سياسي جديد بعد أن ودّعت صخب الشعارات وازدحام الوجوه على جدرانها.















