كشف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في تصريح مفصل، معلومات جديدة حول العملية التي استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكشف أيضاً عن أسباب رفضه شخصياً قبول زيارة إلى إيران خلال مراحل المواجهة.
قال قاسم إن الضربة التي طالت منزل نتنياهو «كانت مقصودة» سواء من أجل إصابة رئيس الوزراء أو لإلحاق ضرر بالمنزل نفسه، مؤكداً أن الهدف كان المبنى ككل لا غرفة نوم بعينها. وصف العملية بأنها «إنجاز استخباري وعملياتي» لأن الإصابة تحققت وفق المخطط المرسوم.
وفتح الأمين العام نافذة على تفاصيل فنية من قلب العمل الميداني، مشيراً إلى أن أحد العناصر الميدانيين كان يملك الخريطة والتوزيعات اللازمة، فتواصل مع مسؤوله قائلاً إنه قادر على إعداد الإحداثية الدقيقة لتنفيذ الضربة. وبعد الحصول على الإذن نفّذ العنصر المهمة بنجاح، وفق قوله، مؤكداً أن قدرة المقاتلين على ضبط الإحداثيات بدقة تعود إلى مستوى تدريب عالٍ لدى المدربين، ما أثبتته النتائج المتحققة في عمليات سابقة.
وفي بُعدٍ آخر، فسر قاسم سبب رفضه الذهاب إلى إيران خلال فترة الحرب، موضحاً أن القرار اتّخذ لأسباب أخلاقية وشخصية، ولأسباب ميدانية تتعلق بإدارة المعركة. وأكد أن إدارة حزب الله للمواجهة كانت تتمّ داخل قيادته وبشورى المشرفين وبمتابعة جميع المجاهدين والعاملين، مشيراً إلى أن التواصل مع القيادة العسكرية كان قائماً بشكل دائم.
وأضاف أن المرشد الأعلى لطهران قدم «كل أشكال الدعم» وكانت له متابعة تفصيلية لمجريات المعركة ونتائجها واحتياجاتها، وأنّ «قيادة معركة (أولي البأس)» كانت تتلقى المتابعة من أعلى المستويات.
وحول استهداف تل أبيب، أعلن قاسم أن الضربات كانت تُنفذ بين حين وآخر، وأن توجيه ضربات قبل التوصل إلى أي وقفٍ لإطلاق النار كان جزءاً من سياسة إيلام تهدف لتسريع المسار نحو اتفاق لوقف النار. وشدّد على أن هذه العمليات كانت «قرارات سياسية» تتلاقى مع التقدير العسكري، وأن مستوى الانضباط لدى الجهات المنفذة كان عالياً جداً.
وتحدث قاسم عن وقائع دامية سابقة، مشيراً إلى الهجوم الذي وقع في 23 أيلول/سبتمبر الماضي قبل اغتيال حسن نصرالله بأربعة أيام، وقال إن تلك الضربات بلغت 1600 غارة أودت بحياة نحو 550 شخصاً، واعتبرها «ضربة مؤثرة» أثّرت في القدرة والجهوزية لدى الطرف الآخر. وأوضح أن استهداف القيادات أسهم في تخفيض القدرة القتالية، وأنه في متابعة المعركة اعتمدت قيادة الحزب على بيانات وقدرات أقل من القدرة الأولى لكن مع ترتيب للأثر والنتائج.
ورغم القدرة على التسبب في «وحشية» أكبر، برّر قاسم سياسة الحزب بالحرص على الدقة وعدم الانزلاق إلى ردود فعل تؤدي إلى ثمناً باهظاً، مؤكّداً أن التركيز كان على الأهداف العسكرية فقط ومراعاة الظروف السياسية والميدانية لتطويل أمد المواجهة بقدر الإمكان. وأضاف أن من يراقب من الخارج قد يختلف حكمه عمن يُدير المعركة من داخل الميدان.
وفيما يتعلق بموقف الحزب من خوض «حرب الإسناد» لغزة، قال قاسم إن القرار اتُخذ من منطلقات سياسية وأخلاقية وإنسانية وقناعات دينية، مؤكّداً أن المشاركة في معركة الإسناد كانت صحيحة وستُعاد على نفس المبادئ لو تكرّر المشهد، لأن السماح للعدو بـ«الإبادة» في منطقة ما يمثّل خطراً يمتد إلى محيط أوسع ومهدداً لحدود المقاومة. واستشهد بما وصفه تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» كسبب يدفع للمواجهة ومنع تمكين العدو من التحرك بحرية.














