أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، مساء اليوم الأحد، أن الأجواء في عموم العراق ما تزال مستقرة وجافة دون تسجيل أي حالة مطرية تُذكر، رغم مرور عدة أسابيع على بداية فصل الخريف، باستثناء بعض مناطق الشمال التي شهدت زخات محدودة.
وأوضحت الهيئة أن غياب الحالات الممطرة يعود إلى خمسة أسباب علمية رئيسية تفسر استمرار الاستقرار الجوي وتأخر موسم الأمطار في البلاد.
وأشارت في بيانها إلى أن السبب الأول يتمثل في سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري على أجواء العراق، موضحة أن الكتل الهوائية في نصف الكرة الشمالي تتحرك ضمن ما يُعرف بـدورة هادلي (Hadley Cell)، حيث يهبط الهواء في نطاق خطوط العرض (30° ±5)، مما يؤدي إلى نشوء مناطق ضغط مرتفع شبه مداري ورياح سطحية تتجه نحو خط الاستواء، وهي الحالة الفيزيائية التي تفسر استمرار الرياح الشمالية الشرقية الجافة والدافئة في المنطقة.
أما السبب الثاني، بحسب الهيئة، فهو غياب المنخفضات الجوية المتوسطية الفعّالة، إذ لم تتعمق بعد أي موجات باردة قادمة من شرق البحر المتوسط باتجاه العراق، بسبب تموضع التيار النفاث شمالاً، ما جعل النشاط المطري يتركز في تركيا وشمال بلاد الشام وبعض مناطق شمال العراق فقط.
وأضافت الهيئة أن السبب الثالث يعود إلى استمرار النشاط الحراري السطحي، حيث ما تزال درجات الحرارة مرتفعة نسبياً في مختلف طبقات الغلاف الجوي، ولا سيما في وسط وجنوب البلاد، مما يقلل من الفوارق الحرارية المطلوبة لتوليد حالات من عدم الاستقرار الجوي ونشوء السحب الركامية.
وبيّنت أن السبب الرابع يتمثل في ضعف الرطوبة الجوية في الطبقات العليا، وخصوصاً عند مستويات 700 و500 مليبار، وهو ما يمنع تطور السحب الممطرة حتى مع حدوث اضطرابات سطحية محدودة أحياناً.
أما السبب الخامس والأخير فهو المرحلة الانتقالية الموسمية التي يمر بها العراق خلال شهر تشرين الأول، والتي تُعد بطبيعتها فترة فاصلة بين الصيف والشتاء، وغالباً ما تسود خلالها أجواء مستقرة إلى أن تبدأ المنخفضات الجوية الفعالة بالظهور مطلع شهر تشرين الثاني.
واختتمت الهيئة توضيحها بالإشارة إلى أن العراق لا يزال تحت تأثير منظومة جوية مستقرة في الوقت الراهن، لكنها توقعت أن تزداد فرص الهطولات المطرية تدريجياً مع تقدم الموسم وانخفاض درجات الحرارة خلال الأسابيع الأولى من شهر تشرين الثاني المقبل.














