فرضت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة غرامة مالية ضخمة على شركة غوغل الأمريكية تصل إلى 2.95 مليار يورو، ما يعادل نحو 3.5 مليار دولار، بسبب انتهاك الشركة لقواعد المنافسة العادلة داخل السوق الأوروبية. ووفق القرار، فقد اتُهمت غوغل بتفضيل خدماتها الإعلانية الرقمية على حساب المنافسين، ما أدى إلى الإضرار بالشركات المنافسة وتقويض الابتكار في سوق الإعلانات الرقمية.

وتعد هذه الغرامة الرابعة التي تفرضها المفوضية على عملاق التكنولوجيا الأمريكي في قضايا مكافحة الاحتكار، في وقت يزداد فيه الضغط التنظيمي على شركات التكنولوجيا الكبرى داخل الاتحاد الأوروبي. وأكدت المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي المسؤولة عن مراقبة المنافسة في الدول الأعضاء الـ27، أن ممارسات غوغل التفضيلية أضرت بالمنافسين وأضعفت البيئة الابتكارية في السوق.

إلى جانب الغرامة المالية، أمرت المفوضية غوغل بوقف ممارساتها التفضيلية واتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة تضارب المصالح ضمن سلسلة توريد تكنولوجيا الإعلانات الرقمية، بما يشمل خدمات الوساطة الإعلانية التي تتيح للشركات شراء وبيع المساحات الإعلانية عبر الإنترنت.

وكانت المفوضية الأوروبية قد هددت سابقًا بتفكيك بعض أعمال غوغل إذا لم تلتزم بالقوانين الأوروبية، لكنها فضلت حاليًا فرض الغرامة المالية واشتراط خطوات تصحيحية بدلاً من اتخاذ إجراءات أكثر جذرية. يأتي ذلك في إطار الرقابة المتزايدة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، التي يسعى الاتحاد الأوروبي من خلالها إلى الحد من نفوذها المتنامي وضمان بيئة تنافسية عادلة في الأسواق الرقمية.