في بيان شديد اللهجة، أكدت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الخميس، وجود محاولات ممنهجة لتشويه الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، محذّرة من مساعٍ خبيثة تهدف إلى بثّ الفرقة بين الشعوب العربية، عبر تزييف الحقائق بشأن دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وشددت الخارجية على أن هذه الحملات تسعى لتقويض الجهود المصرية، وإضعاف صمود الفلسطينيين، والتقليل من حجم التضحيات التي تبذلها القاهرة في سبيل تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع. وأوضحت أن مصر قدّمت حتى الآن أكثر من 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى غزة، إلى جانب استقبال الجرحى والمصابين، ووضع خطة متكاملة لإعادة الإعمار، حظيت بدعم واسع من غالبية دول العالم، مع نية تنظيم مؤتمر دولي لحشد التمويل اللازم لتنفيذها.

وتزامن البيان مع تظاهرة نظمتها عناصر إخوانية وقيادات من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أمام السفارة المصرية في تل أبيب، طالبت بفتح معبر رفح، رغم استمرار تدفق المساعدات من الجانب المصري دون انقطاع. وأكدت القاهرة أن هذه التحرّكات تهدف فقط إلى تأليب الرأي العام، ولا تعكس حقيقة الجهود الميدانية الجارية على الأرض.

من جانبه، جدّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، تأكيده أن مصر لم تتوقف ولن تتوقف عن دعم غزة، مؤكدًا أن "لا سلام في المنطقة من دون حل الدولتين"، ومشددًا على أن الدولة المصرية تتحرك وفق ثلاثة محاور واضحة: وقف الحرب، إدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى والرهائن.

وفي السياق ذاته، أكد حسين الشيخ، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، أن مصر والأردن يتعرضان لهجمة منظمة تهدف إلى التشكيك بمواقفهما الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنهما "يقفان على خطوط تماس حساسة، ويحملان عبء استقرار المنطقة"، محذرًا من أن استهدافهما ليس وليد الصدفة، بل ضمن محاولات لضرب التوازن العربي.

بدوره، ثمّن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح الموقف الحاسم لمصر والأردن والدول العربية، مشيرًا إلى أنها كانت سدًا منيعًا بوجه مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعوب العربية تعرف جيدًا من يقف إلى جانبها في الأزمات، ومن يسعى لتفتيت الصف العربي من الداخل.