في أول رد رسمي على التصريحات النارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، نفت وزارة الخارجية الإيرانية بشكل قاطع أي تدخل لطهران في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بشأن غزة، ووصفت اتهامات واشنطن بأنها "أكاذيب سياسية مكررة" تهدف إلى التستر على ما وصفته بـ"الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان مساء الاثنين، أن حركة حماس "حركة مقاومة مستقلة لا تتلقى أوامر من أحد"، مشددًا على أن "صوت المقاومة لن يخفت أمام التهديدات النووية أو العسكرية"، ومتهماً الإدارة الأميركية بمحاولة تبرئة نفسها من مسؤولية الدعم المباشر لإسرائيل في عدوانها المتواصل.

وأضاف بقائي أن "ما يجري في غزة لا يحتاج إلى وسطاء منحازين، بل إلى عدالة حقيقية ووقف فوري للجرائم"، مؤكدًا أن التصريحات الأميركية تعكس رغبة واضحة في التهرب من المسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه دعم الاحتلال.

كما رفض بقائي التهديدات الأميركية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياها بـ"الخطابات العدائية المستهلكة"، داعياً واشنطن إلى الكف عن تأجيج التوتر والتركيز بدلاً من ذلك على وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ويأتي هذا التصعيد الكلامي بعد أن اتهم ترامب، خلال مؤتمر صحفي في إدنبرة، إيران بإرسال تعليمات مباشرة إلى حركة حماس خلال مفاوضات التهدئة، وهدد بإعادة استهداف المنشآت النووية الإيرانية "بشكل سريع وعلني"، في حال استمرار طهران بما وصفه بـ"دورها التخريبي".