تتواصل المعارك الطاحنة في إقليم كردفان، وسط السودان، مع تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، في واحدة من أعنف جولات الصراع منذ اندلاعه، وسط تقارير تفيد بسقوط ما يقارب 700 قتيل من الجانبين.
المواجهات العنيفة التي اندلعت قرب مدينة الأبيض، مركز الإقليم، شهدت معارك كر وفر، خصوصًا في منطقة "أم صميمة" الاستراتيجية، الواقعة على بُعد 60 كيلومترًا من المدينة. هذه المنطقة الحيوية التي تفصل بين ولايتي شمال وغرب كردفان باتت ساحة صراع محتدمة، لما تمثّله من أهمية عسكرية في التحكم بالطرق المؤدية إلى العمقين الغربي والشمالي للبلاد.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه قوات الدعم السريع سيطرتها على "أم صميمة"، عاد الجيش ليؤكد تنفيذ عملية التفاف ناجحة استعادت المنطقة وكبّدت خصمه خسائر فادحة، بلغت بحسب ما أعلن، أكثر من 270 قتيلًا. في المقابل، زعمت قوات الدعم السريع أنها ألحقت بالجيش خسائر تجاوزت 470 قتيلًا، واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
الاشتباكات الدامية تأتي في ظل احتدام المعارك بإقليم كردفان، ثاني أكبر أقاليم البلاد، والذي تحوّل إلى ساحة استراتيجية للسيطرة على الإمدادات والطرق المؤدية إلى دارفور، حيث تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على أكثر من 90% من مناطقه منذ بدء النزاع في أبريل 2023.
وفي موازاة ذلك، تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، معارك ضارية، مع تمسك الجيش وقواته المتحالفة بآخر مواقعهم في الإقليم، وسط تصاعد التوترات ودق طبول مواجهة قد تغيّر خريطة السيطرة الميدانية بالكامل.