أعلن وزير النفط حيان عبد الغني، اليوم الجمعة، أن العراق يقف على مشارف مرحلة جديدة من الاكتفاء الذاتي في إنتاج المشتقات النفطية، مؤكداً أن مشروع التكسير بالعامل المساعد، الذي من المقرر أن يفتتحه قريباً رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، سيمثل نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الصناعة النفطية العراقية، تمهد لتحول البلاد من مستورد إلى مصدر للمنتجات النفطية.
وقال عبد الغني في تصريح صحفي خلال زيارته إلى محافظة البصرة، إن “مشروع التكسير بالعامل المساعد يُعد من أبرز المشاريع الحيوية في قطاع التكرير، إذ تبلغ قيمته نحو 3.75 مليارات دولار، ويتم تمويله عبر قرض ميسر من الحكومة اليابانية بفوائد منخفضة للغاية، يبدأ تسديده بعد عشر سنوات من إنجازه ويمتد على مدى ثلاثين عاماً، ما يجعله من أفضل الاتفاقيات التمويلية التي حصل عليها العراق”.
وأوضح الوزير أن “المشروع يحظى بمتابعة مباشرة من رئيس الوزراء واهتمام خاص من وزارة النفط، وقد جرى منذ اليوم الأول لتسلمي المنصب التركيز على تسريع مراحل التنفيذ وضمان إنجاز المشروع ضمن الجداول الزمنية المحددة”.
وبيّن أن “مشروع التكسير بالعامل المساعد يمثل نقلة نوعية في الصناعة التكريرية الوطنية، إذ يعتمد على تحويل النفط الأسود، وهو أحد المخلفات الثقيلة للمصافي، إلى منتجات نفطية عالية القيمة الاقتصادية، أبرزها إنتاج أكثر من 4200 متر مكعب يومياً من البنزين عالي الأوكتان، و2000 متر مكعب من وقود الغاز (الجازولين)، فضلاً عن 750 طناً يومياً من الغاز السائل والمنتجات البيضاء الخفيفة مثل النفتا وغيرها”.
وأضاف عبد الغني أن “افتتاح المشروع سيتم خلال الفترة القريبة المقبلة بحضور رئيس مجلس الوزراء، ليُشكّل إنجازاً وطنياً كبيراً في مسار تطوير القطاع النفطي”، مشيراً إلى أن “العراق سيتوقف مع تشغيل المشروع عن استيراد البنزين بشكل كامل، بعد أن كانت كلفة استيراده عند تشكيل الحكومة تصل إلى نحو خمسة مليارات دولار سنوياً، وانخفضت خلال العام الماضي إلى أقل من الربع”.
وختم الوزير بالقول إن “العراق سيبلغ مع اكتمال هذا المشروع مرحلة الاكتفاء الذاتي الكامل من المنتجات البيضاء، ليبدأ بعدها مرحلة التحول إلى بلد مصدّر للمنتجات النفطية، وهو هدف استراتيجي يعزز مكانة العراق في الأسواق الإقليمية والدولية ويحقق عائداً اقتصادياً مستداماً”.














