تعيش بحيرة دوكان على وقع تهديد بيئي خطير يثير مخاوف الأهالي والجهات المعنية، مع اقتراب موسم الأمطار، بعدما جرى إلقاء عشرات الأطنان من المخلفات النفطية وحمض بطاريات السيارات في قناة مائية رئيسية تصب مباشرة في البحيرة، التي تُعد أحد أهم مصادر مياه الشرب في إقليم كردستان والعراق.
مراسل ميداني زار الموقع برفقة ضابط من شرطة الغابات والبيئة في قضاء دوكان، وأكد أن التلوث لا يقتصر على موقع واحد، بل يمتد إلى عدة مناطق متصلة بمجرى تصريف مياه الأمطار، ما يجعل وصول تلك المواد إلى البحيرة مسألة وقت فقط عند أول هطولٍ غزير.
وقال الضابط وهاب أحمد في تصريحٍ رسمي، إن “الكارثة البيئية وشيكة الحدوث في حال تساقط الأمطار، لأن مياه بحيرة دوكان ستتعرض لتلوث مباشر قد يؤدي إلى انقراض الكائنات الحية داخلها وجعلها غير صالحة للاستخدام البشري، مما يهدد حياة نحو خمسة ملايين شخص يعتمدون على مياهها للشرب والاستخدام اليومي.”
وتسعى إدارة القضاء إلى احتواء الأزمة بشكل عاجل، من خلال تغطية المخلفات بطبقات من الطين كإجراء مؤقت، إلا أن كثافة المواد الكيميائية حالت دون اندماجها مع التربة، لتعود إلى الظهور في أماكن أخرى. ونتيجة لذلك، تم إقرار خطة لرفع المخلفات بالكامل قبل بدء موسم الأمطار، في حين شرعت القوات الأمنية والجهات القانونية في التحقيق وملاحقة المتورطين في رمي تلك المواد.
من جهته، أوضح معروف مجيد، رئيس منظمة المستقبل لحماية البيئة، أن “التحليلات العلمية لم تُجرَ بعد لتحديد ما إذا كانت المواد الملقاة نفطاً خاماً أم مخلفات حمضية”، مؤكداً وجود قلق متزايد بسبب الرائحة الكريهة والنفاذة التي لا تشبه النفط الأسود المعتاد، ما يشير إلى احتمالية وجود ملوثات خطيرة.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان ما جرى العام الماضي عندما احترقت ناقلة نفط قرب بوابة دوكان، ما أدى إلى تسرب كميات من الوقود إلى نهر دوكان وتوقف مشروع مياه كويه عن العمل لعدة أيام. ويرى خبراء البيئة أن الكميات الحالية تفوق سابقاتها، وأنها قد تتسبب بـ تدهور بيئي واسع النطاق في بحيرة دوكان إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وجذرية لمعالجة الأزمة.














