حذر خبراء عسكريون بريطانيون من احتمال نشوب حرب واسعة النطاق في أوروبا خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، في ظل التوغلات الروسية المتزايدة في أوروبا الشرقية، وما يثيره ذلك من مخاطر امتداد الصراع إلى نطاق أوسع يشمل حلف الناتو.
وأشار تقرير لصحيفة "آي بيبر" البريطانية إلى توقع تصاعد أنشطة ما يُعرف بـ"الحرب الرمادية" التي تقودها موسكو، بما في ذلك التخريب والهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي، قبل نهاية العقد الجاري.
وفي تصريحات تابعتها منصة "واضح" ، قال اللورد هاريس، رئيس اللجنة الوطنية للتأهب في المملكة المتحدة، إن بريطانيا بحاجة إلى استعداد أكبر على المستويين العسكري والمجتمعي لمواجهة أي صراع واسع النطاق محتمل خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن ذلك يشمل تخزين إمدادات الطوارئ اللازمة للتعامل مع أي هجوم كبير على البنية التحتية الحيوية مثل شبكات المياه والكهرباء والنقل.
وشدد هاريس، عضو مجلس اللوردات عن حزب العمال، على ضرورة أن يكون المواطن البريطاني مستعدًا لتغير محتمل في نمط حياته، مشيراً إلى أهمية توفير مؤن تكفي لمدة 72 ساعة في حال وقوع أي هجوم أو انقطاع الكهرباء بسبب تدخل خارجي.
واقترح المسؤول البريطاني أن تقوم الحكومة بتوضيح موقعها الإلكتروني الخاص بـ"الاستعداد" وتحديثه بانتظام، بالإضافة إلى إطلاق حملات إعلامية على الراديو والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم برامج تعليمية في المدارس لتعزيز الوعي بخطط الطوارئ.
وأضاف التقرير أن روسيا صعّدت خلال الشهرين الماضيين نشاطاتها العسكرية في دول أوروبية أخرى باستخدام الطائرات المسيرة والمقاتلة، مع تسجيل تحركات مشبوهة تصل إلى الدنمارك، في حين أكد السير كين مكالوم، رئيس جهاز المخابرات البريطاني (MI5)، أن موسكو ملتزمة بإحداث الفوضى والدمار عالمياً، وأن أجهزة الأمن البريطانية تصدت لسلسلة من مؤامرات المراقبة التي استهدفت أفرادًا اعتُبروا أعداءً لروسيا.
وختم هاريس بالقول أمام اللجنة البرلمانية المشتركة المعنية باستراتيجية الأمن القومي: "أنا مندهش حقًا من أن عناصر جيشنا يتوقعون حربًا واسعة النطاق في أوروبا خلال فترة قصيرة جدًا، قد لا تتجاوز ثلاث إلى أربع سنوات".