تحولت العاصمة العراقية بغداد، مساء اليوم الثلاثاء، إلى مدينة صامتة يكاد لا يُسمع فيها سوى أنفاس الجماهير المترقبة، مع انطلاق المواجهة الكروية الحاسمة بين المنتخبين العراقي والسعودي ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

فمنذ ساعات ما قبل انطلاق صافرة البداية، اتخذت العاصمة ملامح مختلفة تماماً؛ ازدانت السيارات والمحال التجارية بالأعلام العراقية، وتعالت الأغاني الوطنية والحماسية من مكبرات الصوت في الشوارع والأحياء الشعبية، بينما اكتظت المقاهي والمطاعم بالمشجعين الذين احتشدوا أمام الشاشات بترقبٍ كبير وأعين لا تفارق تفاصيل اللقاء.

وبينما خلت بعض الشوارع الرئيسية من زحامها المعتاد، ساد هدوء لافت عمّ أحياء العاصمة، في مشهد نادر جعل بغداد تبدو وكأنها توقفت عن الحركة انتظاراً لما ستسفر عنه دقائق المباراة المصيرية التي يعتبرها كثيرون “الاختبار الأصعب” لأسود الرافدين في طريقهم نحو المونديال.

ومع مرور الدقائق الأولى دون تسجيل أي هدف، ساد التوتر والقلق بين الجماهير، فبعضهم أطلق النكات لتخفيف الضغط، فيما آثر آخرون الصمت والتركيز الكامل على كل تمريرة وهجمة، بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والتشجيع للمنتخب الوطني، مؤكدين أن “الحلم المونديالي” لا يزال ممكناً طالما الأمل باقٍ حتى صافرة النهاية.

بغداد، في هذه الليلة، لم تكن مجرد مدينة تتابع مباراة كرة قدم؛ بل بدت وكأنها قلب العراق النابض الذي يخفق بحب الوطن، منتظراً لحظة فرح تعيد إليه نشوة الانتصار وحلم التأهل العالمي.