في أجواء يملؤها الحزن والولاء، أحيا أهالي الكوفة في محافظة النجف الأشرف ليلة الحادي عشر من شهر محرم، بمسيرة شموع مهيبة جابت أزقة المدينة، تخليدًا لما تُعرف بـ"ليلة الوحشة"، واستذكارًا لمصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته بعد فاجعة الطف.
الفعالية التي انطلقت من الأزقة القديمة لقضاء الكوفة، حطّت رحالها في مسجد الكوفة المعظّم، حيث احتشدت المواكب المعزّية في صحن السفير، رافعة الشموع ومرددة نداءات العزاء التي لامست وجدان المشاركين.
المعاون الثقافي لأمانة المسجد، ذو الفقار الحيدري، وصف المشهد بأنه "لحظة تختلط فيها دموع الحزن بنور الإيمان"، مشيرًا إلى أن مواكب الشموع تمثل تجديدًا للعهد مع الحسين وآل بيته، واستحضارًا لبطولة العقيلة زينب (عليها السلام) وما واجهته من آلام بعد يوم عاشوراء.
وشهدت المسيرة حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف المحافظات العراقية، لتؤكد أن الكوفة، التي صدحت يومًا بنداء مسلم بن عقيل، ما تزال حاضرة في وجدان الأمة، حاضنة للحق، ومحرابًا لذكرى الشهداء.
ليلة خاشعة سطّرها أبناء الكوفة بقلوبهم قبل خطاهم، مجددين الولاء لسيد الشهداء في مشهد سنوي يرسّخ بعمق مأساة كربلاء في ذاكرة الأمة وضميرها الحي.