منصة واضح -

في قلب مضيق تايوان المتقلب، وفي ظل رياح موسمية عاتية، تخوض تايوان تحديًا استراتيجيًا غير مسبوق لإنشاء صناعة طاقة رياح بحرية متقدمة لتغذية مصانعها العملاقة لصناعة أشباه الموصلات بالطاقة، وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة.
قبالة السواحل، وعلى متن سفينة "أورينت أدفنتشرر"، يواجه الطاقم الدولي تحديات يومية.

تقلص التيارات العنيفة ساعات العمل الفعلي إلى ثلاث أو أربع فقط خلال كل 12 ساعة.
ويؤكد القبطان البريطاني ريتشارد بوجورست أن المهمة تشبه "العمل في غرفة مضطربة لا يمكن التنبؤ بها"، بحسب تصريحات نقلها موقع "restofworld" في تقريراً له، اطلعت عليه "العربية Business".
أما القبطان الروماني رازفان سيربانيل، فيؤكد أن انعدام الرؤية جعل مسح قاع البحر شبه مستحيل، مشددًا على أن "التوقيت والتخطيط هما كل شيء".
الكابلات بين الرياح والتوتر السياسي
يشهد مضيق تايوان، الذي يُعدّ أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، سباقًا حيويًا تحت سطح البحر.
فهو يحتوي على نوعين من الكابلات الحيوية: كابلات الاتصالات التي تربط تايوان بالعالم، وكابلات نقل الطاقة التي تحمل الكهرباء من مزارع الرياح البحرية إلى مصانع الرقائق.
ومع ازدياد الطلب على الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تتضاعف حاجة القطاع للطاقة ثمانية أضعاف بحلول 2028.
اليوم، لا يزال 97% من الطاقة في تايوان مستوردًا، لذا، كثّفت الحكومة جهودها لتطوير مزارع رياح بحرية ونقل الكهرباء منها إلى البر الرئيسي عبر كابلات مدرعة ضخمة.
صناعة جديدة ووظائف براتب مضاعف
لم تقتصر الثورة على الطاقة، بل فتحت قطاعًا صناعيًا جديدًا.
فقد تحوّلت صناعة كابلات الرياح إلى مسار وظيفي مغرٍ بفضل الرواتب المرتفعة، والتي تصل إلى ضعف المعدلات التقليدية.
كما بدأ مهندسو الكهرباء والمدنيون والميكانيكيون يتدفقون إلى هذا القطاع الواعد.
وأعلنت الحكومة عن افتتاح أول مصنع تايواني للكابلات البحرية هذا العام، بعد أن بلغت قيمة صادرات هذا القطاع أكثر من 5.7 مليار دولار العام الماضي.