شهدت العاصمة الهولندية أمستردام، الأحد، واحدة من أضخم المظاهرات في تاريخ البلاد، إذ خرج نحو 250 ألف شخص في مسيرة حاشدة احتجاجاً على السياسات الحكومية المؤيدة لإسرائيل، وللتنديد بما وصفوه بـ«الإبادة الجماعية» التي تتعرض لها غزة منذ شهور.
وانطلقت التظاهرة، التي حملت شعار «الخط الأحمر»، من ميدان المتاحف وسط العاصمة، بمشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، حيث ارتدى المحتجون ملابس حمراء ترمز إلى الدماء والخطوط الإنسانية التي لا ينبغي تجاوزها. وسار المتظاهرون في شوارع المدينة مرددين هتافات داعمة لفلسطين، قبل أن يعودوا إلى نقطة الانطلاق في مشهدٍ وصفه مراقبون بأنه «تاريخي» من حيث التنظيم والحضور.
ورفع المحتجون لافتة ضخمة كُتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية»، مطالبين بإنهاء الدعم العسكري والسياسي المقدم من الحكومة الهولندية لإسرائيل، وفرض عقوبات دولية عليها بسبب جرائمها بحق المدنيين. كما دعا المتظاهرون إلى مقاطعة إسرائيل ووقف التعامل معها حتى توقف عمليات القتل واستهداف الأطفال والنساء في غزة.
وأكد المنظمون أن هذه المسيرة هي الأكبر في تاريخ هولندا من حيث عدد المشاركين الداعمين لفلسطين، متجاوزةً المظاهرات السابقة التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، حيث شارك نحو 100 ألف شخص في مظاهرة بمدينة لاهاي في 18 مايو الماضي، ونحو 150 ألفاً في احتجاج آخر أقيم في 15 يونيو، جميعها تحت الشعار ذاته: «الخط الأحمر»، الذي أصبح رمزاً لحركة التضامن الأوروبية المتنامية مع القضية الفلسطينية.
وفيما أغلقت بعض الشوارع الرئيسية بسبب كثافة الحشود، اعتبر ناشطون أن هذه التظاهرة تمثل تحولاً مهماً في الرأي العام الهولندي، ورسالة واضحة لحكومة أمستردام بضرورة مراجعة موقفها تجاه العدوان الإسرائيلي، مؤكدين أن دعم الفلسطينيين لم يعد موقفاً سياسياً فحسب، بل قضية إنسانية تتجاوز الحدود.