تواصل عشرات آلاف الإسرائيليين احتجاجاتهم ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مظاهرات حاشدة نظمتها عائلات الأسرى في القدس وتل أبيب، احتجاجاً على رفضه الموافقة على صفقة وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية في غزة، والتي تهدد حياة أبنائهم المحتجزين.
ونقلت المصادر عن المظاهرة التي انطلقت من الجسر المعلق عند مدخل القدس المحتلة نحو شارع إقامة نتنياهو، أن الحشود حملت لافتات كتب عليها "حكومة الموت"، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لعناصر الشرطة.
وكانت أمهات الأسرى في طليعة المتظاهرين، حيث ألقت أنات أنغريست، والدة الجندي ماتان أنغريست، خطاباً شديد اللهجة، حذرت فيه نتنياهو من أي أذى قد يلحق بابنها، مؤكدة أن رئيس الوزراء "سيدفع الثمن" في حال أصابه مكروه.
كما شددت أورّا روبنشتاين، عمة الأسير بار كوبرشتاين، على أن المطالبة الأساسية للعائلات لا تتعلق بالانتماءات السياسية، بل بالإنقاذ الفوري لجميع الأسرى، وسط تصفيق وهتافات الحشود الغاضبة تجاه الحكومة.
وفي مشهد مماثل، قالت فيكي كوهين، والدة الأسير نمرود كوهين، إنها لن تسمح بأن "يُذبح ابنها على مذبح السياسة"، مشيرة إلى رفض نتنياهو صفقة الإفراج عن جميع الأسرى، رغم موافقة حماس على البنود الكاملة للصفقة، محذرة من أن العمليات العسكرية الحالية تمثل تهديداً مباشراً لحياة المحتجزين.
ووصف العديد من الأهالي، بينهم إيناف زانغاوكر والدة الأسير ماتان زانغاوكر، نتنياهو بأنه "أسوأ عدو لليهود والأمة اليهودية عبر التاريخ"، فيما قوبلت تصريحاتها بهتافات "خائن" من الحشود.
وفي ساحة الرهائن بتل أبيب، رفعت لافتات تطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"إنقاذ الأسرى فوراً"، فيما تحدثت عائلات شهداء عن معاناتهم، مؤكدين أن السياسات الحكومية "تحكم على الأسرى بالموت".
وقال ياعل أدار، والدة الأسير المقتول تمير أدار، إن سياسات نتنياهو تمثل حكم إعدام فعلي بحق الأسرى، متسائلة عن قدرته على إعادة المحتجزين أحياء بينما فشل حتى في استرجاع جثامين أبنائهم.
كما حذرت أوفير شرابي، ابنة الأسير المقتول يوسي شرابي، من أن العمليات العسكرية في غزة قد تحول دون تسليم جثامين الأسرى لذويهم، مؤكدة أن استمرار الحملة العسكرية يشكل تهديداً مباشراً لحياتهم.
وأوضح نواب المعارضة من حزب العمل، غلعاد كريف ونعامة لازيمي، أن نتنياهو "مريض نفسي"، مؤكدين أن الضغط الشعبي هو السبيل الوحيد لإجباره على إنهاء الحرب وإنجاز صفقة الأسرى.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن غالبية الإسرائيليين يساندون التوصل إلى صفقة توقف الحرب فوراً، في ظل رفض نتنياهو المستمر، ما يزيد التوتر الداخلي ويهدد الاستقرار السياسي في اسرائيل.