كشفت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، اليوم الأربعاء، عن انطلاق أعمال فتح مسارات جديدة للطريق الحلقي الرابع حول العاصمة بغداد، بطول يصل إلى 94 كيلومتراً، مؤكدة في الوقت ذاته إحالة مشاريع إسكان استراتيجية في منطقتي النهروان وأبي غريب، ضمن خطط تستهدف التوسع العمراني وتخفيف الزخم المروري عن مركز المدينة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار، إن العمل يجري وفق أولويات مدروسة، حيث يتم تحديد الحاجة إلى إنشاء أنفاق أو مجسرات بناءً على طبيعة المنطقة والتصاميم الموضوعة وطبيعة الأرض. وأضاف أن بعض المشاريع تطلبت حلولاً مركبة شملت أنفاقاً ومجسرات في آن واحد، وهو ما نتج عنه مشاهد عمرانية متطورة متعددة المستويات، كما في ساحة النسور التي تضم نفقاً تحت النفق الحالي، ثم مستوى الشارع الطبيعي، وفوقه مجسر، تعلوه طبقة إضافية من الجسور.

وأشار الصفار إلى أن مشروع تقاطع المشن يمثل سابقة نوعية، إذ يتألف من أربعة مستويات مرورية: نفق، يليه الشارع الطبيعي، ثم مجسر، وفوقه مجسر آخر، ليشكل بذلك خطوة غير مسبوقة في تاريخ مشاريع الطرق داخل العراق.

وبيّن أن تنفيذ الأنفاق يواجه تحديات فنية وهندسية كبيرة، أبرزها تعارض شبكات البنى التحتية وارتفاع الكلفة المالية، إضافة إلى احتمالية وجود مياه جوفية، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الصيانة مقارنة بالمجسرات، وهو ما يجعل الوزارة تعتمد حلولاً مرنة ومتنوعة بحسب متطلبات كل موقع.

وفي ملف الإسكان، أوضح الصفار أن المشاريع المحالة مؤخراً شملت مدينة الجواهري السكنية في أبي غريب ومدينة الورد في النهروان، إلى جانب الشروع بإنشاء الطريق الرابط مع النهروان بطول 23 كيلومتراً، وذلك ضمن خطة متكاملة لتأمين البنية التحتية اللازمة للتوسع العمراني وتوفير وحدات سكنية جديدة للمواطنين.

أما فيما يتعلق بمداخل العاصمة، فأكد أن المداخل الواقعة ضمن مسؤولية وزارة الإعمار والإسكان قد أُنجزت وافتُتحت بالكامل أمام حركة السير، وتشمل مدخل بغداد – بسماية بطول 28 كيلومتراً، ومدخل بغداد – ديالى بطول 40 كيلومتراً، بينما تقع المداخل الأخرى ضمن صلاحيات محافظة بغداد وأمانة العاصمة.

ويُنظر إلى هذه المشاريع باعتبارها ركائز أساسية لتطوير شبكة الطرق والإسكان في بغداد، حيث تسعى الوزارة من خلالها إلى استيعاب النمو السكاني المتزايد، وتخفيف الاختناقات المرورية، ودعم خطط التنمية الحضرية للعاصمة في السنوات المقبلة.