تصدرت الدعوات إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا المشهد السياسي الدولي اليوم الاثنين (18 آب 2025)، حيث شدد قادة أوروبيون وأمين عام حلف الناتو على أن الوحدة تمثل المدخل الأساس لتحقيق السلام ووضع حد للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

رئيسة وزراء إيطاليا أكدت أن "الوحدة هي السبيل لتحقيق السلام لأوكرانيا"، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي أن "وقف إطلاق النار شرط لا غنى عنه لعقد الاجتماع الثلاثي المرتقب". من جهته، أوضح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن "الجميع يتطلعون إلى إنهاء القتال"، بينما لفت الأمين العام للناتو إلى أن "إيقاف القتل والدمار والاتفاق على ضمانات أمنية سيكون إنجازاً كبيراً للمجتمع الدولي".

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد جدّد موقف بلاده الرافض لأي تنازلات إقليمية، مؤكداً أن "أوكرانيا تريد وضع حد للحرب وإيقاف روسيا عن مواصلة اعتداءاتها".

وجاءت هذه المواقف خلال لقاء محوري في البيت الأبيض جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيلينسكي، بحضور قادة أوروبيين سعوا إلى إظهار وحدة الصف الغربي ودعم كييف سياسياً وعسكرياً. اللقاء حمل أجواء أكثر ودية مقارنة بالاجتماعات السابقة، في إشارة إلى إمكانية فتح صفحة جديدة من التنسيق الدولي.

ترامب شدد من جانبه على أن وقف إطلاق النار وحده لا يمثل الحل، مؤكداً ضرورة التوصل إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد، مع تحميل أوروبا القسط الأكبر من المسؤولية في هذا الملف. وفي المقابل، طالب زيلينسكي بمزيد من الدعم العسكري والسياسي، مشيراً إلى أن بلاده لن تساوم على أراضيها، لا سيما في إقليم دونباس.

القادة الأوروبيون أبدوا توافقاً على أن وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو مفاوضات سلام حقيقية، رغم أن المسار ما زال مرتبطاً بتداعيات قمة ترامب–بوتين الأخيرة في ألاسكا، والتي لم تحقق اختراقاً حاسماً في مسار الحرب.

وبينما يترقب العالم نتائج هذا الحراك الدبلوماسي، تظل أوكرانيا وأوروبا أمام مفترق طرق مصيري: إما التوصل إلى تسوية تنهي النزاع وتعيد الأمن، أو استمرار دوامة الحرب بآثارها المدمرة على الاستقرار الدولي.