أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يرغب بوقف الحرب، وأن واشنطن ستعمل مع موسكو وكييف من أجل التوصل إلى سلام ناجح ومستدام.

وخلال استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، شدد ترامب على أن الهدف ليس التوصل إلى وقف لإطلاق النار مؤقت، بل إلى اتفاق سلام مباشر، موضحاً أن لقاءه مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين "ليس نهاية الطريق"، بل خطوة تمهيدية نحو مفاوضات أوسع.

ترامب أشار إلى أن أوروبا ستكون خط الدفاع الأول عن أوكرانيا، مع التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم والمشاركة في الضمانات الأمنية، مؤكداً: "من الممكن التوصل إلى اتفاق يحقق الأمن للأوكرانيين، والرئيس بوتين يتوقع مكالمة مني بعد القمة".

من جانبه، أعرب زيلينسكي عن شكره للرئيس الأميركي على جهوده لإنهاء الحرب، مؤكداً أن بلاده مستعدة للمشاركة في اجتماع ثلاثي يضم روسيا والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي. وأضاف أن أوكرانيا تدعم أي مساعٍ توقف القتل وتعيد الأمن، لكنها تشدد في الوقت ذاته على ضرورة وجود ضمانات أمنية موثوقة وعدم مكافأة روسيا على حربها.

وشدد الرئيس الأوكراني على أن "السلام يجب أن يكون دائماً"، مؤكداً انفتاح بلاده على الانتخابات بعد استعادة الاستقرار. وأوضح أن كييف تعمل على إعادة تسليح الجيش عبر شراء أسلحة أميركية لتعزيز قدراتها الدفاعية.

اللقاء الذي جمع ترامب وزيلينسكي حضره عدد من القادة الأوروبيين بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب قادة من فنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ما اعتُبر مؤشراً على لحظة مفصلية قد تحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا وأمن أوروبا.

وتأتي هذه التطورات بعد اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث ناقشا احتمال وقف إطلاق النار والعلاقات الثنائية.

وفي وقت تواصل فيه روسيا عملياتها العسكرية منذ فبراير/شباط 2022، يرى مراقبون أن تصريحات ترامب وزيلينسكي تعكس رغبة متزايدة لدى الأطراف الدولية بإنهاء الحرب، وسط ضغوط أوروبية لتحقيق سلام عادل ومستدام يعيد الاستقرار إلى القارة.