وسط تصاعد التوترات الإقليمية، تواصل بغداد تكريس حضورها الدبلوماسي الفاعل، من خلال مبادرة سياسية جديدة تُعدّ الأبرز في هذا الظرف الحرج. فقد ساهمت التحركات العراقية الأخيرة في تشكيل ضغط عربي وإسلامي متزايد باتجاه وقف التصعيد وحماية الأمن الجماعي في المنطقة.

بموقف واضح ودبلوماسية نشطة، طرح العراق مبادرة نوعية تمثلت بتشكيل "لجنة الاتصال الوزارية" المنبثقة عن اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، خطوة وُصفت بأنها تحوّل فعلي في الأداء السياسي العراقي، ومؤشر على عودته كلاعب محوري في المعادلة الإقليمية.

برلمانيون وخبراء وصفوا هذه المبادرة بأنها نواة لتشكيل جبهة تنسيقية إسلامية تُعيد الاعتبار لمبدأ الردع الجماعي، في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة، لا سيما ضد إيران. وأكدوا أن هذه الجهود أثمرت عن حراك شعبي ورسمي متصاعد، أسهم في توليد رأي عام إسلامي ضاغط، وأعاد التوازن في الخطاب السياسي الدولي.

العراق، الذي استطاع خلال العامين الماضيين إعادة ترسيخ موقعه كمركز للدبلوماسية الإقليمية، نجح في استثمار تحسّن علاقاته مع محيطه العربي والإسلامي، لتكوين جبهة دعم موحّدة، رفعت الصوت ضد الاعتداءات، ودفعت باتجاه وقف إطلاق النار، معزّزة بذلك موقعه كلاعب مسؤول في هندسة الاستقرار الإقليمي.