في خطوة مثيرة تعكس محاولاته لتصدر مشهد الوساطة الدولية، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد اجتماع قمة شخصي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، يتبعه لقاء ثلاثي يضم أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية.

التحرك المفاجئ كُشف عنه خلال مكالمة هاتفية جمعت ترامب بعدد من القادة الأوروبيين يوم الأربعاء، حيث أبلغهم بخطته لعقد اجتماعات مباشرة، مشددًا على أن اللقاء سيكون حصريًا بينه وبين بوتين وزيلينسكي، دون إشراك أي من الأطراف الأوروبية.

ووفقًا للمصادر ذاتها، لم يتضح بعد ما إذا كان الطرفان الروسي والأوكراني قد قبلا رسميًا بهذه المبادرة، إلا أن زيلينسكي، الذي شارك في المكالمة، أكد في بيان لاحق أن "الحرب يجب أن تنتهي"، لكنه شدد على ضرورة أن تكون "نهاية نزيهة".

المكالمة الهاتفية شملت أيضًا رئيس الوزراء البريطاني، المستشار الألماني، الأمين العام لحلف الناتو، إضافة إلى شخصيات أميركية بارزة مثل نائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

في منشور على منصته "تروث سوشيال"، كشف ترامب عن تفاصيل لقاء ويتكوف الأخير مع بوتين في موسكو، دون أن يُفصح مباشرة عن عزمه عقد قمم شخصية، لكنه أشار إلى أن "الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي"، معلنًا بدء تحركات نشطة في الأيام المقبلة.

يُذكر أن ترامب كان قد التقى زيلينسكي في وقت سابق هذا العام خلال جنازة البابا فرانسيس في روما، حيث عُقد اجتماع ثنائي بينهما رفض ترامب أن ينضم إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما يعكس تفضيله الواضح للتحركات المنفردة بعيدًا عن الأطر الجماعية التقليدية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعثرت فيه جهود ترامب للوصول إلى تسوية سلمية، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب بين موسكو وكييف، رغم محاولاته السابقة لخلق مساحة تفاوضية لبوتين، وقيامه مؤخرًا بانتقاد الزعيم الروسي علنًا بسبب ما وصفه بـ"المماطلة" في الرد على المبادرات.

كما كشفت مصادر مطلعة أن ترامب، رغم مواقفه المتحفظة على الدعم العسكري لأوكرانيا، سمح مؤخرًا بزيادة مبيعات الأسلحة لحلفاء الناتو المخصصة لكييف، في مؤشر على تبدل في تعاطيه مع الملف الأوكراني.

وبينما لم تصدر أي تعليقات رسمية حتى الآن من البيت الأبيض أو المتحدثين باسم بوتين وزيلينسكي، يترقب المراقبون ما إذا كانت هذه الخطوة ستنجح في كسر الجمود السياسي وتدشين مرحلة تفاوضية جديدة، أم ستكون محاولة أخرى محكومة بالشلل في ظل تعقيدات المشهد الدولي الراهن.