خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين إلى "ساحة الرهائن" وسط تل أبيب، في احتجاج طارئ ومشحون، عقب بث مقاطع فيديو مروعة أظهرت اثنين من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وهما في حالة صحية متدهورة، وسط تحذيرات من أسرهم بأن الوقت ينفد.
الفيديوهات، التي نشرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، كشفت عن الوضع المأساوي للرهينتين إيفياتار ديفيد وروم براسلافسكي، وقد بدا عليهما الهزال الشديد داخل زنازين ضيقة. الظهور المفاجئ للرهائن جاء في خضم أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع، مع استمرار تعثر محادثات وقف إطلاق النار.
وفي ذروة الاحتجاجات، حضر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى تل أبيب، وعقد اجتماعًا وُصف بـ"العاطفي للغاية" مع ممثلي عائلات الرهائن، دام قرابة ثلاث ساعات. ونُقل عنه تأكيده أن "الرهائن الـ50 المتبقين يجب أن يعودوا جميعًا دفعة واحدة، أو لا صفقة على الإطلاق"، داعيًا إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين فورًا.
من جهتها، دعت عائلات الرهائن إلى تحرك فوري، ووجهت رسالة مفتوحة قالت فيها: "على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية أن تنظر في أعين أحبائنا، نحن نخسرهم يومًا بعد آخر".
في المقابل، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء إيال زامير أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر "بلا هوادة" إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق، وسط ضغوط متصاعدة على تل أبيب لوقف القتال.
في الجانب الإنساني، حذّرت وكالات أممية من تصاعد خطر المجاعة في القطاع، في ظل تقارير مقلقة عن وفيات جراء سوء التغذية. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة سبعة أشخاص خلال 24 ساعة فقط، من بينهم طفل، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 169 منذ بداية الحرب.
وسط هذه الأجواء المشحونة، طالبت عائلة براسلافسكي بمحاسبة من تسبب في هذا الوضع، قائلة: "الجميع يتحدث عن الجوع في غزة، لكن هل رأيتم ابننا؟ إنه لا يتلقى طعامًا ولا دواءً، لقد تُرك ليموت في الظلام".
الاحتجاجات، التي هزّت قلب تل أبيب، تؤشر إلى تصاعد الغضب الشعبي، وتكشف هشاشة المعادلة بين السياسة والإنسانية، بينما يبقى مصير الرهائن معلقًا على خيط رفيع من الأمل والمفاوضات المعقدة.