في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد رئيس النظام السوري، أبو محمد الجولاني، على رفض بلاده القاطع لأي تدخل خارجي في شؤونها، وبشكل خاص محاولات إسرائيل استغلال الأوضاع الأمنية المتوترة في بعض المناطق، معتبراً ذلك تجاوزًا مرفوضًا للسيادة السورية.
وأعرب الجولاني عن تقديره للموقف الفرنسي المتوازن، مثمنًا دعم باريس لحقوق السوريين في الأمن والسيادة والاستقرار، مرحّبًا في الوقت نفسه بأي مبادرات اقتصادية أو استثمارية فرنسية تُسهم في جهود إعادة الإعمار وخلق فرص العمل، خصوصًا في القطاعات الحيوية التي طالها الدمار خلال سنوات الحرب.
وأكد الجولاني أن سوريا منفتحة على التعاون مع كل من يسعى لدعم استقرارها، مشيرًا إلى أن الاستثمار الدولي يجب أن يُستخدم كوسيلة لتعزيز السلام، لا كأداة للضغط أو الابتزاز السياسي.
وتطرق الاتصال إلى الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، حيث أشار الجولاني إلى أن ما تشهده المنطقة هو "نتاج لفوضى أمنية تقودها جماعات مسلحة خارجة عن القانون تتنافس على النفوذ بقوة السلاح"، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في فرض سيادة القانون ومحاسبة المتورطين، وستتحمّل مسؤولياتها كاملة في بسط الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة هناك.
كما جدد تأكيده على أن محافظة السويداء جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، وأن أبناءها شركاء في بناء الوطن وليسوا أداة لأي مشروع انفصالي أو تخريبي، محذرًا من أي تدخلات أجنبية تستغل الأوضاع لتحقيق أجندات خارجية.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمسك بلاده بوحدة واستقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية، مشددًا على أن استقرار سوريا يمثل ضرورة إقليمية وأولوية إنسانية في الوقت الراهن.
وأدان ماكرون بشدة التصعيد الإسرائيلي الأخير والانتهاكات المستمرة للسيادة السورية، داعياً المجتمع الدولي إلى الامتناع عن التدخل السلبي، ومؤكداً على أهمية حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز المؤسسات الوطنية لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.