كشفت مديرية الدفاع المدني، اليوم الخميس، عن تفاصيل جديدة تتعلق بحريق البناية المروّع في مدينة الكوت، مؤكدة أن النيران اندلعت أولًا في الطابق الثاني الذي خُصص لبيع العطور ومواد التجميل، قبل أن تمتد بسرعة إلى باقي الطوابق، وسط غياب شبه تام لإجراءات السلامة.
وقال مدير إعلام وعلاقات الدفاع المدني، نؤاس صباح، إن فرق الإطفاء وصلت إلى موقع الحادث خلال 6 دقائق فقط من ورود النداء، حيث باشرت بعمليات الإنقاذ والإطفاء بشكل متزامن، مضيفًا أن "الجهد الرئيسي تركز على إنقاذ الأرواح، وتمكنّت الفرق من إخراج 45 مواطنًا من داخل المبنى المحترق".
وأشار إلى أن غالبية الضحايا كانوا في الطوابق العلوية، فيما تمكّن العديد من المتواجدين في الطابق الأرضي من الخروج فور اندلاع الحريق.
وبيّن صباح أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق بدأ من الطابق الثاني، والذي يضم موادًا شديدة الاشتعال مثل العطور والتجميل، مؤكدًا أن السبب المباشر لا يزال قيد التحديد من قبل الأدلة الجنائية.
وتتألف البناية المنكوبة، التي تبلغ مساحتها 350 مترًا مربعًا، من خمسة طوابق، تشمل مطعمًا في الطابقين الرابع والخامس، و"هايبر ماركت" في الطابقين الأرضي والأول، بينما خُصص الطابق الثالث لبيع المستلزمات المنزلية.
المثير للجدل، بحسب الدفاع المدني، أن المستثمر باشر المشروع كمطعم فقط، ثم وسّعه إلى مول تجاري دون استحصال الموافقات الأصولية، رغم أن المديرية سبق أن أغلقت المبنى لمدة ستة أشهر بسبب مخالفات جسيمة تتعلق بغياب شروط السلامة، كما تم تغريمه وعرض ملفه على جلسة فصل رسمية.
وتسلّط هذه الحادثة الأليمة الضوء مجددًا على خطورة تجاهل شروط السلامة في المشاريع التجارية، وسط دعوات واسعة لمحاسبة المقصرين ومراجعة آليات الترخيص والرقابة على مثل هذه المنشآت.