تعثّرت الثلاثاء في تركيا المحادثات بين أفغانستان وباكستان الرامية إلى إرساء هدنة دائمة، وفق ما أفادت مصادر أمنية باكستانية، مؤكدة إطلاق "محاولة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق بعد مواجهات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، بينهم مدنيون.

وكانت كابول وإسلام آباد قد توصلتا قبل عشرة أيام إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بوساطة قطرية، قبل أن تجتمع الوفود في تركيا السبت لمناقشة تفاصيل الهدنة.

وأكد مصدر أمني باكستاني أن "المحادثات استمرت يوم الاثنين لأكثر من 18 ساعة قبل أن تُستأنف الثلاثاء"، مضيفاً أن وفد طالبان "وافق في البداية على إجراءات حاسمة ضد حركة طالبان الباكستانية"، لكنه "غيّر موقفه مرات عدة بعد تلقيه أوامر من كابول أدت إلى فشل النقاشات".

وفي المقابل، وصف مسؤولون أفغان طالبان المطالب الباكستانية بأنها "غير منطقية وغير مقبولة"، مؤكدين أن الحوار "يبقى الخيار الأمثل لحل النزاع".

وحذر الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد المتين قاني من أن أي هجوم مستقبلي سيكون "رداً حاسماً يرسل رسالة لباكستان والآخرين"، مشدداً على أن أفغانستان تمكنت خلال عشرين عاماً من الصمود أمام الناتو والولايات المتحدة رغم التحديات العسكرية الكبيرة.

ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى "حرب مفتوحة"، فيما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة "آسيان" في ماليزيا بأنه قادر على وضع حد سريع للتوترات بين البلدين.

ويأتي التصعيد بعد أسبوعين من هجوم أفغاني حدودي عقب سلسلة انفجارات في كابول، والتي اتهمت باكستان بالوقوف خلفها، ما أدى إلى إغلاق الحدود بين البلدين، مع السماح بمرور المهاجرين الأفغان فقط.

وتؤكد باكستان أنها تنتظر من جارتها الكف عن إيواء مجموعات "إرهابية" باكستانية، فيما تنفي كابول أي دعم لمثل هذه المجموعات، مؤكدة حرصها على سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية.