تشير التوقعات الجوية الحديثة إلى أن العراق مقبل على موسم مطري ضعيف مقارنة بالمعدلات السنوية المعتادة، مع احتمالات لتحسن محدود في المناطق الشمالية فقط.
وأوضح الراصد الجوي صادق عطية أن الموسم المطري، الذي يبدأ عادة بعد منتصف تشرين الأول/أكتوبر، ينقسم إلى فترتين؛ الأولى تمتد حتى مطلع كانون الأول/ديسمبر، والثانية من بداية كانون الأول وحتى آذار/مارس، مبيناً أن الفترة الأولى ستكون دون المعدل من حيث كمية الأمطار وتوزيعها الزمني والجغرافي.
وبيّن عطية أن الأمطار هذا العام "لا تلبّي الطموح"، إذ تشير النماذج المناخية إلى أن تشرين الثاني/نوفمبر المقبل سيشهد شحاً واضحاً في الحالات الماطرة خلال ثلثه الأول، باستثناء زخات محدودة في الشمال، على أن يبدأ التحسن التدريجي بعد كانون الأول المقبل، لكن دون مؤشرات على موسم وفير.
وفي السياق ذاته، عزت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي غياب الأمطار حتى الآن إلى خمس ظواهر مناخية رئيسية؛ أبرزها سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري، وغياب المنخفضات المتوسطية، واستمرار النشاط الحراري السطحي، إلى جانب ضعف الرطوبة في الطبقات العليا، ومرحلة الانتقال الموسمية التي تتسم عادة بالاستقرار الجوي.
ويأتي هذا التراجع في الهطول المطري في وقتٍ يواجه فيه العراق أزمة جفاف حادة وغير مسبوقة نتيجة التغيرات المناخية وتراجع الواردات المائية من نهري دجلة والفرات بسبب السياسات المائية في دول الجوار، ما ينذر بتداعيات بيئية واقتصادية وإنسانية متصاعدة في حال استمرار الوضع على حاله.













