Homepage / 70% من الأرضي قد تتحوّل لمناطق ميتة بحلول 2026.. أين وصلت أزمة الجفاف في العراق؟

70% من الأرضي قد تتحوّل لمناطق ميتة بحلول 2026.. أين وصلت أزمة الجفاف في العراق؟

واضح – محليات

حذّر مرصد "العراق الأخضر"، المتخصص بشؤون البيئة، اليوم الأحد، من تدهور خطير في الواقع البيئي والزراعي في البلاد، مؤكداً أن نحو 60% من أراضي البلاد باتت خارج الخدمة بسبب الجفاف والتصحر، وفقاً لتقديرات رسمية.

وذكر عضو المرصد، عمر عبد اللطيف، أن "الأراضي المتأثرة بالجفاف والصحراوية والصخرية تبلغ نسبتها 60% من مجموع الأراضي العراقية، وهذه النسبة آخذة بالارتفاع، وقد تصل إلى 70% خلال العام المقبل في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة".

وأضاف عبد اللطيف، أن "المعالجات على الأرض لا تزال غائبة حتى الآن، ما ينذر بتفاقم الكارثة البيئية وتوسع رقعة الأراضي غير الصالحة للزراعة"، مشيراً إلى أن "آخر إحصائية لوزارة التخطيط أكدت بلوغ التصحر في العراق مستوى 60%".

ويعدّ العراق من بين أكثر خمس دول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فيما حذّر البنك الدولي في نهاية عام 2022 من أن البلاد تواجه تحدياً مناخياً طارئاً، داعياً إلى تبني نموذج تنموي "أكثر اخضراراً" وأقل اعتماداً على الكربون.

وفي مطلع عام 2025، أعلن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان أن العراق فقد نحو 30% من أراضيه الزراعية المنتجة خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة التغيرات المناخية، وهو ما يشكّل تهديداً للأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

وتفاقمت أزمة المياه في العراق خلال السنوات الأربع الماضية، حيث سجلت مناسيب نهري دجلة والفرات انخفاضاً غير مسبوق، فيما أكدت الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية أن "الواردات المائية تراجعت بشكل كبير بسبب شح الأمطار والثلوج في مناطق المنبع".

وأوضح رئيس الهيئة، وسام خلف عبيد، في نيسان/ أبريل الماضي، أن "الخزين في السدود العراقية متواضعاً، لكن مياه الشرب والاستخدامات الضرورية مؤمنة بالكامل لهذا الموسم والموسم المقبل".

وكانت تقارير سابقة قد، أشار إلى أنه على الرغم من أهمية القطاع الزراعي في العراق لتنمية اقتصاد البلاد والحفاظ على الأمن الغذائي واعتباره مصدراً معيشياً للكثير من المواطنين، لكنه يواجه الكثير من التحديات وخصوصاً في السنوات الأخيرة، أبرزها التطرف المناخي وأزمة المياه وتكلفة الإنتاج.

وأوضح التقرير نقلاً عن مختصين، أن المساحات الخضراء في العراق تقلصت من نحو 50 إلى 17% نتيجة التغيرات المناخية وتقصير المواطنين والجهات المسؤولة في توفير المساحات الخضراء.

وأدى تزايد النشاط العمراني على حساب المساحات الخضراء في العراق إلى اختفاء أراضٍ زراعية وتحويلها إلى سكنية وتجارية، ما انعكس سلباً على البيئة وازداد من تلوث الهواء والتغير المناخي.

وتؤكد وزارة الزراعة، أن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.

ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جرّاء التصحّر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50%، بحسب تصريحات رسمية.

ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، فقد باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد.



اليوم, 18:00
Go back