أطلق مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، اليوم الأحد، تحذيراً عاجلاً للحكومة الاتحادية، مطالباً بالانعقاد فوراً في المحافظة لضبط الحصة المائية وإيجاد حلول نهائية لأزمة المياه الملوثة والشديدة الملوحة التي تهدد حياة المواطنين.
وجاء في بيان المفوضية أن المحافظة تواجه كارثة بيئية حقيقية، حيث أصبح الماء المقدم للسكان ملوثاً وبدرجة ملوحة عالية، مؤكدة أن الإهمال المستمر منذ عامي 2015 و2018 لم يسفر عن حلول جذرية حتى اليوم. وأشارت المفوضية إلى أن هذه الدعوة تم توجيهها للمرة الثانية، محذرة من أن استمرار الإهمال سيكون له عواقب وخيمة على البصرة وسكانها.
وتشهد مناطق عدة من البصرة احتجاجات شعبية متواصلة، حيث خرج الأهالي للتعبير عن غضبهم من وصول مياه شرب غير صالحة للاستخدام اليومي، خصوصاً في مناطق مثل الرباط وسط المدينة، وسط تفاقم الأزمة دون أي حلول ملموسة.
ويعود سبب ملوحة المياه إلى صعود اللسان الملحي في شط العرب نتيجة شح المياه القادمة من نهري دجلة والفرات، مما أدى إلى اختلاط المياه المالحة مع المياه العذبة في المدينة والمناطق المحيطة بها، وهو ما يهدد الصحة العامة ويضع ملف المياه على رأس أولويات السلطات المحلية والمركزية.
المفوضية دعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمعالجة الأزمة، مؤكدين أن تأخر الحلول يعرض السكان لمخاطر صحية وبيئية غير مسبوقة ويهدد حقهم الأساسي في الحياة والمياه الصالحة للشرب.