Homepage / شرطة الديوانية توقف مدير مدرسة بسبب التستر على شقيقه المطلوب بجريمة قتل

شرطة الديوانية توقف مدير مدرسة بسبب التستر على شقيقه المطلوب بجريمة قتل

تتواصل ردود الفعل المتباينة بعد الحادثة الأمنية التي وقعت في مدرسة القيروان الابتدائية بقضاء الشامية في محافظة الديوانية، والتي أثارت استنكاراً واسعاً على المستوى التربوي والشعبي. الحادثة جاءت بعد ورود أوامر قضائية بالقبض على متهم بجريمة قتل، وهو شقيق مدير المدرسة، الذي كان يختبئ في المدرسة واستخدم القوة، حيث أطلق النار على القوة الأمنية أثناء محاولة القبض عليه.

وعند وصول القوة الأمنية المختصة لتنفيذ الأمر القضائي، بادر المتهم بإطلاق النار، ما استدعى تطويق المنطقة وفرض السيطرة على الوضع، إلا أن المتهم تمكن من الفرار إلى داخل مبنى المدرسة، ما أدى إلى تصاعد الأحداث بشكل خطير.

أثناء محاولة ضبط المتهم، قام مدير المدرسة بإخراج التلاميذ والكادر التدريسي إلى ساحة المدرسة بعد قرع جرس الاستراحة، واستغل وجودهم كـ"دروع بشرية" لإعاقة تنفيذ الأمر القضائي، ما مكّن شقيقه من الفرار. وبناءً على هذه الوقائع، تم توقيف مدير المدرسة وتوجيه تهم تتعلق بتمكين المتهم من الهروب، بالإضافة إلى ضبط أجهزة اتصال لاسلكية بين المدير والمتهم الهارب، وإيداعه التوقيف وفق الإجراءات القانونية والأوامر القضائية. وأكدت السلطات أن العملية نفذت تحت إشراف مباشر من الجهات القضائية المختصة وبموجب أوامر رسمية، بعيداً عن أي اجتهادات فردية.

وأثارت الحادثة استنكاراً واسعاً لدى المديرية العامة لتربية الديوانية، التي أكدت أن الاعتداء ترك أثراً سلبياً على التلاميذ والمعلمين على حد سواء، معتبرة أن المدرسة ليست مجرد مبنى، بل هي رمز للعلم والكرامة، ومحراب للعلم والتعليم. وأكدت الإدارة أن أي اعتداء على المدرسة، لفظياً كان أم جسدياً، يعد انتهاكاً صارخاً للقدسية التعليمية ويضر بمستقبل الطلاب، داعية إلى فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتسببين وحماية هيبة المؤسسة التعليمية.

من جانبها، أدانت نقابة المعلمين فرع الديوانية بشدة اقتحام المدرسة واعتقال المدير بطريقة مهينة وغير قانونية، واعتبرت الحادثة انتهاكاً صارخاً للدستور والقانون، وخرقاً فاضحاً لمبادئ حقوق الإنسان، وتعدياً مباشراً على حرمة المعلم والعملية التعليمية. وأكدت النقابة أن حرمة المدرسة وكرامة المعلم خط أحمر لا يمكن التساهل فيه، مطالبة الجهات العليا في الدولة بفتح تحقيق شامل ومحاسبة جميع المتورطين، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والنقابية لحماية حقوق المعلمين وصون كرامتهم.

الحادثة أثارت جدلاً واسعاً على المستوى المحلي والتربوي، وسط دعوات قوية لضمان عدم تحول المدارس إلى ساحات للخوف أو استخدام القوة فيها، والحفاظ على البيئة التعليمية آمنة ومحفزة للتعليم، بما يضمن حماية التلاميذ والكادر التدريسي على حد سواء. كما أكدت السلطات أن متابعة المتهم الهارب لا تزال مستمرة، وأن الإجراءات الأمنية ستستمر لضمان منع تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً.

أمس, 23:56
Go back