واضح – محليات
شهد العراق خلال الأسبوع الماضي حراكاً لافتاً على مختلف الأصعدة؛ الفنية، الرياضية، والخدمية، حيث احتضنت العاصمة بغداد فعاليات مميزة واستقبلت ضيوفاً عرباً ونجوماً لامعين أعادوا الحياة إلى سماء المدينة. هذا المشهد الإيجابي يأتي بعد سنوات من العزلة وصورة قاتمة روّجت لها بعض وسائل الإعلام وجهات حاولت النيل من واقع العاصمة، حتى بات البعض من أبنائها متردداً في العودة إليها.
نعمل بصمت ولن نسمع الأصوات النشاز
قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال كلمة افتتاح ساحة النسور إن مشروع ساحة النسور له خصوصية كبيرة، إذ يُعد من بين 16 مشروعاً من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد. وأكد أن الحكومة تعمل بعيداً عن الضجيج ولن تستمع لأصوات النشاز، معبراً عن حرصه على حضور افتتاح الساحة بعد مشاركته في قمة الدوحة. وأوضح السوداني أن العراق يمضي في الاتجاه الصحيح، وأن الحكومة تعمل بصمت وبجدية لبناء مستقبل أفضل.
عرس شعبي في ساحة النسور
لم يكن افتتاح ساحة النسور مجرد حدث خدمي، بل تحوّل إلى تظاهرة فنية وجماهيرية كبيرة، عكست شغف البغداديين بالحياة والفرح. توافد المئات من المواطنين إلى الساحة في واحدة من أجمل ليالي بغداد، حيث أحيى الحفل الفنانان محمد عبد الجبار وحاتم العراقي، مقدّمين باقة من أجمل أغانيهم وسط تفاعل حيوي من الجمهور، ما رسم لوحة رائعة عن العاصمة وعبّر عن انتعاش الحياة فيها.
مهرجان بغداد السينمائي: بوابة جديدة للفن والسينما
في سياق الحراك الثقافي المتصاعد، شهد مسرح المنصور افتتاح الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي، برعاية رئيس الوزراء، وبحضور رسمي وفني لافت، شارك في المهرجان عدد من الشخصيات البارزة في المشهد السينمائي العربي، منهم الفنان السوري غسان مسعود، والمخرج المصري خالد يوسف، والنجمة وداليا البحيري، إلى جانب الفنانة بشرى وحشد كبير من نجوم الفن العراقي والعربي.
استُهل حفل الافتتاح بتكريم خاص لذكرى الفنانة الراحلة إقبال نعيم، عبر عرض مقاطع مختارة من أبرز أعمالها السينمائية، تقديراً لمسيرتها الفنية الحافلة، تلا ذلك عرض الفيلم الكلاسيكي "سعيد أفندي"، الذي يُعد وثيقة فنية وتاريخية تعكس جذور السينما العراقية.
شارك في المهرجان 64 فيلماً عربياً وأجنبياً، تم اختيارها بعناية من قبل لجنة مهنية مختصة، تعكس رؤية فنية متجددة وانفتاح السينما العراقية على التجارب العربية والعالمية. كما خصص المهرجان فقرة تكريمية لرائدات السينما العراقية، تقديراً لإسهاماتهن البارزة في إثراء الحركة الفنية وتاريخ السينما الوطنية، مع التأكيد على الدور المحوري للمرأة في صناعة السينما عبر العقود.
مباراة خيرية تجمع صناع المحتوى العرب والعراقيين
شهد ملعب الشعب الدولي حضوراً جماهيرياً استثنائياً تجاوز 25 ألف متفرج، في مباراة خيرية فريدة من نوعها جمعت صناع المحتوى العراقيين بنظرائهم من الدول العربية، هي لم تكن مباراة ديربي محلية أو مواجهة مصيرية للمنتخبات، بل كانت مناسبة إنسانية وفنية مميزة، أقيمت برعاية حكومية.
خصّص ريع المباراة لدعم مرضى السرطان في العراق، ما أضفى على الفعالية بعداً إنسانياً كبيراً، وجعلها تحظى بتفاعل شعبي واسع، تجاوز الطابع الرياضي لتكون رسالة تضامن ومحبة من بغداد إلى كل من يحتاج الدعم والرعاية.
حسام الرسام يشعل الأجواء
على صعيد متصل، أحيا الفنان حسام الرسام حفلاً فنياً ساهراً على المسرح الروماني بمجمع نخيل بغداد الترفيهي، وسط حضور جماهيري كبير ضم المئات من محبيه وعشاقه.
جاءت هذه الليلة الفنية لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستقرار الأمني في العراق، ولا سيما في العاصمة بغداد، أصبح واقعاً ملموساً، يُترجم من خلال عودة الفعاليات الفنية والسياحية بهذا الحجم.
شكّل الحفل دليلاً إضافياً على أن بغداد استعادت جاذبيتها، لتصبح اليوم وجهة مفضلة للسياح العرب والأجانب، الذين يقصدونها بثقة واطمئنان، بعيداً عن التردد والخوف الذي ساد في سنوات مضت.
تُجسّد هذه الفعاليات المتنوعة التي شهدتها بغداد خلال أسبوع واحد عودة العاصمة إلى موقعها الطبيعي كمنارة للفن والثقافة والرياضة في العراق. كما تؤكد نجاح جهود الحكومة في استعادة الأمن وتعزيز الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ما يبشر بمستقبل واعد للعراق بكل مكوناته.