تواجه محافظة ديالى أزمة مائية غير مسبوقة مع تسجيل ظاهرة خطيرة تهدد الأمن الزراعي والغذائي في المنطقة، إذ كشفت لجنة الزراعة في مجلس المحافظة عن نضوب متسارع في الخزين الجوفي شمل حتى الآن 13 منطقة زراعية.
رئيس اللجنة، رعد التميمي، أوضح أن معدلات استنزاف مياه الآبار وصلت إلى نحو 50%، ما تسبب بانخفاض منسوبها وتزايد نسبة الملوحة فيها، في ظاهرة لم تُسجَّل منذ عقود طويلة. وأكد أن هذا التحول الخطير يعود إلى الاعتماد الكبير على الآبار في ظل تراجع الحصص المائية من نهري دجلة وديالى، إلى جانب موجات الجفاف المتكررة وارتفاع درجات الحرارة القياسية هذا الصيف.
وأشار التميمي إلى أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى نضوب شبه كامل للمياه الجوفية، وتحول كثير من الآبار إلى مصادر غير صالحة للاستخدام بسبب ارتفاع الملوحة، ما يهدد البساتين والمزارع، بل ويعرض آلاف العوائل إلى فقدان مصدر رزقها الوحيد.
ديالى التي عُرفت لعقود طويلة باعتمادها على المياه الجوفية لتأمين الزراعة والاستخدامات اليومية، وجدت نفسها خلال السنوات الأخيرة مضطرة إلى تكثيف حفر الآبار لمواجهة شح المياه السطحية، غير أن هذا المسار فاقم الضغط على الخزين الجوفي وبدأ يكشف عن عواقب مقلقة.
خبراء المياه والزراعة يرون أن استمرار هذا النمط من الاستهلاك العشوائي، دون خطط لإعادة تغذية المياه الجوفية أو ترشيد استخدامها، ينذر بمستقبل قاتم للقطاع الزراعي في المحافظة، مع مخاطر حقيقية على الأمن الغذائي وازدياد احتمالات النزوح الزراعي.
الأزمة المائية في ديالى لم تعد مجرد تحذيرات، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يطرق أبواب الأرض والبشر معًا، لتفرض تساؤلات مصيرية حول مصير الزراعة وأمن المياه في المحافظة خلال السنوات المقبلة.