شهدت العملة الإيرانية يوم الأربعاء انهيارًا حادًا بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الحرة مستوى 100,200 تومان، مسجلًا ارتفاعًا بأكثر من 3% مقارنة باليوم السابق، في تطور يعكس الضغوط المتزايدة على الاقتصاد المحلي.
وخلال الأيام الأخيرة، تراوح سعر الدولار بين 96,300 تومان وصولًا إلى المستوى القياسي الجديد، في وقت يربط فيه محللون هذا التراجع السريع بتفاقم مخاوف التضخم الذي يواصل تسجيل معدلات تفوق 40% سنويًا، وهو ما يثقل كاهل الأسر الإيرانية ويزيد من أعبائها المعيشية.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن فقدان التومان الإيراني لجزء كبير من قيمته خلال السنوات الأخيرة يعود إلى العقوبات الأمريكية الصارمة وتراجع صادرات النفط، في حين تزايدت الضغوط مؤخرًا مع الأنباء المتداولة عن تعثر المفاوضات النووية بين طهران وكل من واشنطن وأوروبا، إلى جانب تنامي المخاوف من احتمالية تجدد المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
وأشار الخبراء إلى أن هذه التطورات دفعت المتعاملين في السوق إلى اللجوء إلى الدولار كملاذ آمن، ما ساهم في تسريع وتيرة تراجع التومان وتسجيله مستويات قياسية غير مسبوقة، الأمر الذي يهدد بمزيد من الاضطراب الاقتصادي إذا لم يتم احتواء الأزمة.