في تطور لافت على الساحة السياسية والقضائية الأمريكية، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، صباح الجمعة (22 آب 2025)، منزل ومكتب جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، في إطار تحقيق يتعلق بالتعامل مع معلومات حساسة يُشتبه أنها ذات طابع سري.
المداهمة التي نُفذت فجرًا في ولاية ميريلاند، تزامنت مع ظهور بولتون لاحقًا في بهو أحد المباني التي تضم مكتبه في العاصمة واشنطن، حيث شوهد يتحدث مع عملاء اتحاديين يرتدون سترات تحمل شعار المكتب الفيدرالي. ورغم التفتيش، لم يتم اعتقال بولتون أو توجيه اتهامات مباشرة إليه حتى الآن، فيما أكد متحدث باسم الـFBI أن العملية تمت وفقًا لتفويض قضائي رسمي.
التحقيق يتركز على ما إذا كان بولتون قد احتفظ أو شارك بمعلومات سرية بصورة غير قانونية، في وقت أعاد المشهد للأذهان الجدل القديم الذي أثاره كتابه الشهير "الغرفة التي شهدت الأحداث"، والذي كشف فيه تفاصيل من داخل البيت الأبيض إبان فترة عمله مع إدارة ترامب. ذلك الكتاب كان قد دفع وزارة العدل، عام 2020، إلى فتح تحقيق جنائي ضده، بحجة أنه تضمن معلومات مصنفة لم يحصل على موافقات لنشرها، بينما حاول البيت الأبيض آنذاك عرقلة صدوره.
جون بولتون، الذي عمل مستشارًا للأمن القومي لمدة 17 شهرًا، كان واحدًا من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في إدارة ترامب، إذ شهدت علاقتهما خلافات حادة بشأن ملفات إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية. وقد سبق لترامب أن سحب الحماية الأمنية الخاصة بخصمه السابق بعد مغادرته المنصب، رغم تهديدات كانت قد وُجهت ضده من أطراف إيرانية.
وبينما نفى بولتون في وقت سابق احتفاظه بأي وثائق سرية بعد تركه البيت الأبيض عام 2019، مؤكدًا أنه أتلف ملاحظاته وفق الأصول، عاد اسمه اليوم ليتصدر المشهد مع تصاعد التحقيقات الجديدة.
وفي أول تعليق له، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "لستُ من معجبي جون بولتون... لا أعرف شيئًا عن هذه القضية، رأيت ما حدث هذا الصباح، وأبلغت المدعية العامة وفريقها بأن عليهم أن يقوموا بعملهم كما يرونه مناسبًا"، في إشارة واضحة إلى رغبته في النأي بنفسه عن التطورات الجارية.