Homepage / السليمانية تشتعل.. صراع العائلة يفتح فصلًا جديدًا من الانقسام!

السليمانية تشتعل.. صراع العائلة يفتح فصلًا جديدًا من الانقسام!

 منصة واضح - السليمانية

شهدت مدينة السليمانية صباح اليوم الجمعة، عملية أمنية غير مسبوقة أسفرت عن اعتقال رئيس حزب جبهة الشعب، لاهور شيخ جنكي، وشقيقه بولاد شيخ جنكي، بعد اشتباكات مسلحة عنيفة دارت بين حماياتهما وقوات أمنية مشتركة، في حادثة سلطت الضوء من جديد على عمق الانقسام السياسي داخل أروقة الاتحاد الوطني الكردستاني.

وبحسب مصدر أمني خاص لمنصة "واضح"، فإن قوات من مكافحة الإرهاب والكوماندوز وآسايش الاتحاد الوطني، نفذت عملية اقتحام لفندق "لاله زار" في السليمانية، بعد أن أصدرت محكمة تحقيق الأمن مذكرة توقيف بحق شيخ جنكي، استناداً إلى المادة 56 من قانون العقوبات العراقي، المتعلقة بتهديد الأمن والنظام العام.

 

اشتباكات وسقوط ضحايا

اندلعت الاشتباكات فور بدء الاقتحام، واستمرت لساعات، تخللها تبادل كثيف لإطلاق النار، وسط حالة من الذعر في محيط الفندق، ومناشدات عبر مكبرات الصوت تطلب من المدنيين الابتعاد عن المنطقة.

وقالت مصادر طبية كردية إن الحصيلة الأولية بلغت قتيلين وستة جرحى، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن الاشتباكات كانت "الأعنف منذ أعوام" في قلب المدينة.

 

شيخ جنكي يرفض الاتهامات: دوافع سياسية

وقبيل اعتقاله، أصدر لاهور شيخ جنكي عدة تسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة، وصف فيها مذكرة التوقيف بأنها "مفبركة لأسباب سياسية"، مضيفاً أن العملية الأمنية تمثل "تصعيدًا خطيرًا ومحاولة لتصفية حسابات داخلية".

وأكد في أحد التسجيلات أن منزله محاصر من قبل قوة كبيرة، مشيرًا إلى أنه لم يتلقَ إشعارًا رسميًا من المحكمة، واتهم جهات في الاتحاد الوطني الكردستاني بالوقوف وراء ما وصفه بـ"الانقلاب الداخلي".

خلفية الصراع: سنوات من الانقسام

وكان لاهور شيخ جنكي قد شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني حتى تم عزله من قبل بافل طالباني في تموز 2021، على خلفية خلافات حادة حول قيادة الحزب وصلاحياته الأمنية والمالية.

وعقب عزله، أسس حزب جبهة الشعب الذي شارك لأول مرة في انتخابات برلمان إقليم كردستان عام 2024، محققاً مقعدين، في خطوة اعتُبرت تحديًا سياسيًا مباشرًا لقيادة الاتحاد الوطني.

تداعيات أمنية: هجمات وإطلاق نار في دباشان

في تصعيد متزامن، شهدت منطقة دباشان، حيث يقع منزل بافل طالباني، هجومين بطيران مسيّر وإطلاق نار لم تتضح تفاصيلهما بعد، ما دفع الأجهزة الأمنية في السليمانية إلى رفع حالة التأهب القصوى، تحسبًا لأي تطورات محتملة.

ورغم صمت الجهات الرسمية، تتزايد المؤشرات على أن اعتقال شيخ جنكي قد يشعل فتيل أزمة سياسية وأمنية أوسع داخل إقليم كردستان، خصوصًا في ظل الانقسام العميق بين مؤسسات الحزب الواحد.

تحذير من الانفجار

وعلّق شقيق المعتقل، آراس شيخ جنكي، على الحادثة بالقول: إننا "نرفض عسكرة السليمانية وتحويلها إلى ساحة قتال لتصفية الخصومات السياسية. هذه العمليات تهدد الاستقرار العام وتفتح أبواب المواجهة بين الإخوة".

ودعا آراس إلى تدخل عقلاء الإقليم والأطراف الوسيطة لاحتواء الأزمة قبل انفلات الوضع الأمني.

هل تتكرر سيناريوهات التصفية السياسية؟

يرى مراقبون أن المشهد يعيد إلى الأذهان أزمات سابقة شهدها الاتحاد الوطني، حين تحوّلت الصراعات الداخلية إلى صدامات علنية ومواجهات عسكرية.

وتحدث المراقبون عن ثلاثة سيناريوهات محتملة وهي تهدئة داخلية عبر وساطة حزبية أو إقليمية، او تصعيد أمني قد يشمل شخصيات أخرى من تيار شيخ جنكي، بالإضافة الى سيناريو أكثر واقعية وهو اللجوء بعض الأطراف إلى تدويل القضية وطلب تدخل من الحكومة الاتحادية.

السليمانية في عين العاصفة

حادثة اعتقال لاهور شيخ جنكي لا تبدو مجرد إجراء قضائي، بل تمثل علامة فارقة في المشهد السياسي الكردي، مع إمكانية فتح ملفات داخلية شائكة طالما سعت قيادات الاتحاد الوطني إلى تجنبها علنًا.

اليوم, 13:19
Go back