عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قصر نيوم شمال غرب المملكة، لقاءً موسعًا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتناول اللقاء سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض والقاهرة، بما يشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث جرى الاتفاق على المضي قدمًا في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري – السعودي كإطار شامل لدعم التعاون المشترك، إلى جانب إطلاق مشروعات نوعية في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والنقل والتطوير العمراني.
وفي الشأن الإقليمي، ناقش الجانبان الجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتنسيق مع الأطراف الدولية، وأكدا دعم المملكة لهذه المبادرات، وعلى رأسها مخرجات مؤتمر “حل الدولتين”. كما شددا على ضرورة تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، والعمل على الإفراج عن الأسرى والرهائن، مع التأكيد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكري الإسرائيلي على القطاع.
وأكد بن سلمان والسيسي أن السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وما تتضمنه من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار، مشددين على موقفهما الثابت الرافض لتلك الممارسات.
كما ثمّن ولي العهد الدور التاريخي لمصر في دعم قضايا الأمة وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى ثقلها الاستراتيجي ومكانتها المحورية، فيما أكد الرئيس السيسي عمق الروابط الأخوية بين الشعبين السعودي والمصري، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور الوثيق بين القيادتين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.