منصة واضح - بغداد
أكّد رئيس جهاز الامن الوطني عبد الكريم عبد فاضل، اليوم الخميس، أنَّ "عمليَّة القبض جاءتْ بعد تحقيقاتٍ موسَّعةٍ واعترافات كبار الضبّاط السابقين، التي كشفتْ عن أنَّ عجاج كان اليد الطولى للنظام البعثيِّ المباد في تنفيذ جرائم التهجير القسريِّ والاعتقالات الجماعيَّة والإبادة.
وقال فاضل في تصريح تابعته "واضح "، ان المتهم في اعترافاته لم يُنكر مسؤوليته عن الجرائم، بل أقرَّ بأنّه قاد منهجيَّة التجويع والاغتصاب اليوميِّ بحقِّ المعتقلين كأداةٍ للقتل الجماعيِّ.
وأضاف، انه "عند تسلّمه إدارة سجن نقرة السلمان عام (1989)، أُفرغ السجن من نحو (400) معتقلٍ عربيّ، ونُقل بدلًا عنهم نحو (3) آلاف معتقلٍ كرديٍّ من السليمانيَّةوأربيل.
وأوضح، انه "استخدمنا التجويع سلاح حرب، لا يقلّ فتكًا عن القصف العسكريِّ.. لقد مات ثلثا المعتقلين خلال عشرة أشهرٍ فقط."
وروت فضيلة حسين احدى الناجيات ومن ذوي شهداء سجن نقرة السلمان، تفاصيل مأساةٍ عاشتْها مع آلاف المعتقلين الكرد في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، قبل أنْ تخرج بقرار عفوٍ عامٍّ سنة (1990).
وأكدت بانها كنتُ طفلةً صغيرةً حين فقدتُ أبي وأمي وشقيقي الرضيع في سجن نقرة السلمان.. كُنّا نأكل الفضلات، ندفن الأطفال بأيدينا قرب الأسوار، ونتعرَّض يوميًا للاغتصاب والإهانة."
فضيلة، التي كانتْ أوّل من أقام دعوى قضائيَّةً ضدَّ الضابط السابق عجاج أحمد حردان العبيدي المكنّى بـ(الحجاج)، قالت أنَّ العدالة حقٌّ للضحايا، وأنَّ دور الناجين يجب ألّا يُستبعد من أيِّ محاكمة. وهي لم تنسَ الجلّادين الذين أشرفوا على أبشع أنواع التعذيب والتجويع، والذين ما زال بعضهم اليوم مجهول المصير أو فارًا خارج البلاد.