في تصريحات مثيرة للجدل، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن كواليس الساعات الأولى من هجوم السابع من أكتوبر، وما تبعه من قرارات عسكرية وسياسية، إلى جانب رؤيته لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب.
وخلال مقابلة مطولة مع بودكاست بريطاني، أقر نتنياهو بأن التقديرات الاستخبارية قبل الهجوم كانت خاطئة، إذ رجّحت أن حركة حماس "قد رُدعت" ولن تقدم على مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وأكد أن هذه الإخفاقات لا بد أن تخضع لتحقيق شامل من خلال لجنة مستقلة "تطال الجميع من رئيس الوزراء وحتى أصغر مسؤول أو عسكري".
وسرد نتنياهو تفاصيل اللحظات الأولى قائلاً: "في الساعة 6:29 صباحًا، تلقيت اتصالًا من سكرتيري العسكري يخبرني أن حماس شنت غزوًا. سألت فورًا إن كان واسع النطاق، فأجاب: (يبدو ذلك). عندها توجهت مباشرة إلى مقر قيادة الجيش في تل أبيب، وأمرت بتعبئة الاحتياط وأعلنت الحرب".
وأضاف أن ما ارتكبته حماس جنوب إسرائيل كان "مشاهد لم يعرفها الشعب اليهودي منذ المحرقة"، معتبرًا أن الحرب الحالية لا تخص إسرائيل وحدها، بل تمثل – بحسب وصفه – معركة دفاع عن "المجتمع الغربي في مواجهة قوى متطرفة تسعى لتدميره".
وتابع بالقول إن غزة ليست كيانًا منفصلًا بل جزء مما سماه "محور الإرهاب الإيراني"، الذي يقف وراء هجمات حماس من الجنوب وحزب الله من الشمال، مشددًا على أن العملية كانت هجومًا منسقًا هدفه "تدمير إسرائيل"، لكن التنفيذ سبق الموعد المخطط له بسبب ارتباك في تنسيق الوكلاء الإيرانيين.
أما بشأن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا لإعادة توطين غزة بالمستوطنين، فقد رفض نتنياهو تلك الطروحات، واصفًا إياها بـ"الضجيج" الذي لا يمثل سياسة حكومته. وأوضح بلهجة حاسمة: "لا أنوي إقامة مستوطنات إسرائيلية في غزة، بل أريد حكومة مدنية غير إسرائيلية تعيش معنا بسلام ولا تدعم الإرهاب".
وعن رؤيته لمستقبل القطاع، شدد نتنياهو على ضرورة تنفيذ عملية شاملة لما وصفه بـ"اجتثاث التطرف" على غرار ما حدث في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.