منصة واضح - بغداد
حتَّى هذه اللحظة، تبدو الأمور مشوشة وغير واضحة، ويلفُها شيءٌ من الغموض، فبعد مرور أكثر من ثمانية أيام على مقتل الدكتور بان زياد في ظروف غامضة بالبصرة، لا أحد يعلم إلى أيْن ستنتهي التحقيقات في هذه القضية الّتي أصبحت حديثًا لا يُمل عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فمنذ وقوع الجريمة، استغلت أطراف سياسية الموضوع، وحاولت توظيفه لدعايتها الانتخابية، إذ تبنت هذه الجهات لفكرة أن الحادثة انتحار، إلّا أن هذه الروية دُحضت من قبل التقرير الطبي الأوّلي الّذي عزز الشكوك بأن الحادثة قتل وليست انتحار، بحسب مراقبين.
وبمقابل هذا، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات تفيد ان الطبيبة النفسية بان زياد، كانت المسؤولة عن قضية الحالة النفسية لشقيق زوجة العيداني الجاني بقضية قتل الأستاذة الجامعية سارة العبودة، وان الدكتورة بان رفضت ان تكتب تقريرا تشير الى ان الجاني مصاب بحالة نفسية، وهو امر كان قد يؤدي الى منع اعدام الجاني، الذي صدر حكم الإعدام بحقه بالفعل في أواخر حزيران الماضي.
تدخل العيداني
وكان محافظ البصرة اسعد العيداني قد تبنى بشكل واضح مسألة "انتحار الطبيبة"، وقال، إن حسم قضية وفاة الطبيبة بان زياد، مرتبط بنتائج تقرير الطب الشرعي المنتظر صدوره مطلع الأسبوع المقبل.
وقال العيداني في تصريح تناقلته وسائل الإعلام، إن "تحقيقًا أجرته الجهات الأمنية المختصة في مديرية جرائم البصرة، أظهر أن الحادثة قد تكون عملية انتحارا، لكننا بحاجة لإثبات ذلك بشكل قاطع، حيث ننتظر نتائج التحاليل والتسجيلات الموجودة في جهاز الدكتورة، كونها طبيبة نفسية وغالبًا ما تسجل الأحاديث، وقد اطلع القضاء على هذه المواد، وحتى اللحظة لا توجد مؤشرات تدل على أنها جريمة قتل، وفي حال ظهرت معطيات مغايرة فسيتم تعديل مسار التحقيق"
وأصدرت قيادة شرطة البصرة بيانًا أكدت فيه أن الوفاة ناجمة عن "حالة انتحار"، مرجعة السبب إلى اضطرابات نفسية كانت تعاني منها الطبيبة.
وأوضح البيان أن القيادة "باشرت، بالتنسيق مع الجهات التحقيقية المختصة، إجراءات التحقيق في حادثة وفاة طبيبة مختصة بالأمراض النفسية"، مشيرًا إلى أن ذوي الضحية أفادوا خلال التحقيق بأنها كانت تمر بظروف نفسية صعبة، وأنهم لم يتقدموا بأي شكوى رسمية بخصوص الحادث.
ربط "مخيف" بين بان والعبودة
من جهتها، قالت نائبة سابقة في البرلمان العراقي رحاب العبودة، إن الحادثة تتعلق بمقتل الأستاذة الجامعية سارة العبودة في البصرة أيضا قبل حوالي 9 أشهر، والذي قتلها شقيق زوجة اسعد العيداني الأستاذ الجامعي ضرغام عبد السالم التميمي.
وتقول المعلومات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، ان الطبيبة النفسية بان زياد، كانت المسؤولة عن قضية الحالة النفسية لشقيق زوجة العيداني الجاني بقضية قتل الأستاذة الجامعية سارة العبودة، وان الدكتورة بان رفضت ان تكتب تقريرا تشير الى ان الجاني مصاب بحالة نفسية، وهو امر كان قد يؤدي الى منع اعدام الجاني، الذي صدر حكم الإعدام بحقه بالفعل في أواخر حزيران الماضي.
هذه الفرضيات تعززت عندما كتبت النائبة السابقة رحاب العبودة منشورا قالت فيه انه "منذ حادثة الدكتورة بان زياد لم اصرح بشيء غير استنكاري لتغييب الحقائق، لكن وصلني كلام خطير جدا بخصوص مقتل الدكتورة بان وان صح هذا الكلام، فسوف اتصدى لمتابعة وكشف الحقيقة برمتها"، مضيفة: "السؤال الأهم، هل بدأت تصفية من وقفوا مع الحق في قضية سارة العبودة؟".
ملاحظات مثيرة
وفي تطور جديد في القضية، قدم النائب عدي عواد العوادي تقرير لجنة خبراء الطب العدلي إلى محكمة تحقيق البصرة الثالثة، كاشفا عن ملاحظات مثيرة للجدل بشأن وفاة الطبيبة بان زياد، تضمنت تعطيل الكاميرات، ووجود آثار اعتداء، وتنظيف مسرح الحادث.
الغموض يلف القضية
من جهته، عقيل الفريجي، رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة البصرة، ان “الطبيبة بان تسكن في حي الخليج، وقبل فترة تمت ترقيتها الى أخصائية مع تنسيبها الى المستشفى التعليمي”.
وأضاف" أن ظاهر التحقيقات تقول إن الحادث انتحار، ولكن هناك بعض الغموض حول ذلك وهناك بعض الأسئلة التي تطرح على المحققين من قبل الإعلام وغيره، ولذلك وجهنا بتوسيع التحقيق في مسرح الحادث وتوسعة التحقيقات ومتابعة للكاميرات والمحيط الذي تعمل فيه الدكتورة لكي نستكمل التقرير الفني للطب العدلي”.
وتابع" أن ذي الضحية أبلغوا أن الحادث انتحار، ولكن للأجهزة الاستخبارية دور في هذا الموضوع للتأكد بشكل معمق من هذا الحادث".
بالمقابل، طالب مواطنون بصريون بإبعاد قضية الدكتورة بان عن القضايا السياسية والانتظار إلى ما ستؤول إليه اللجان الطبية المختصة.