تصاعدت حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أسفرت غارات عنيفة شملت مناطق متعددة عن سقوط 13 شهيداً وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين، بينهم ضحايا كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية في منطقة السودانية شمال غرب القطاع. كما طال القصف منازل سكنية في حي تل الهوا بمدينة غزة ومخيمات خان يونس، مخلفاً مجازر جديدة بحق المدنيين.
وزارة الصحة في غزة أعلنت عن خمس وفيات خلال 24 ساعة بسبب سوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا المجاعة إلى 222 شخصاً، بينهم 101 طفل، في ظل حصار خانق يمنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية بشكل كافٍ.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل تقف على أعتاب إنهاء الحرب" مشدداً على أن ذلك لن يتم إلا بعد القضاء على ما تبقى مما وصفه بـ"المحور الإيراني" وتحرير الرهائن. وكشف عن خطة من خمسة محاور تشمل تفكيك حماس ونزع سلاح غزة، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.
تزامناً، تتسارع الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لتنفيذ عملية واسعة للسيطرة على مدينة غزة والمخيمات الوسطى، عبر تعبئة نحو 250 ألف جندي احتياطي، وفرض حصار كامل على المدينة، مع إنشاء مناطق إنسانية خاضعة للإشراف الإسرائيلي قبل اقتحامها.
القصف الإسرائيلي لم يوفر حتى الصحفيين، إذ قُتل مراسل الجزيرة أنس الشريف مع عدد من زملائه أثناء تغطية الأحداث قرب مجمع الشفاء الطبي، في ما وصفته منظمات دولية، بينها "مراسلون بلا حدود"، بأنه "جريمة حرب موصوفة" واستهداف ممنهج للإعلام الحر. وقد أثارت هذه الجريمة موجة إدانات دولية، بينها إدانة رئيس الوزراء القطري الذي أكد أن استهداف الصحفيين يفضح فظائع الاحتلال ولا يخفيها.
القطاع يعيش اليوم على وقع تصعيد دموي غير مسبوق، وسط مجاعة تتفاقم، وحصار يخنق المدنيين، ومعارك سياسية وعسكرية تتسارع نحو منعطف قد يحدد مصير غزة بالكامل.