أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن مدينة كربلاء المقدسة تحولت إلى وجدان حيّ لملايين المسلمين الذين يتجهون إليها سنوياً، مشيرًا إلى تزايد كبير في أعداد الزائرين خلال زيارة الأربعين، ما يستدعي خططاً استراتيجية متكاملة تواكب هذا الزخم الديني والإنساني.
جاء ذلك خلال ترؤسه المؤتمر الثاني للجنة العليا الدائمة للزيارات المليونية، والذي عُقد بهدف استعراض الخطط والمشاريع الخاصة بالخدمات والتنظيم والاستعدادات الأمنية واللوجستية.
السوداني عبّر عن امتنانه وتقديره لجميع الجهات المشاركة في تأمين وإنجاح زيارة الأربعين، وفي مقدمتها القوات الأمنية بمختلف صنوفها، والوزارات والدوائر الساندة، والعتبات المقدسة، مؤكدًا أن الخطة الخاصة بالزيارة دخلت حيّز التنفيذ منذ أكثر من أسبوعين، بإشراف مباشر من عدد من الوزراء المتواجدين ميدانياً.
وأشار إلى أن الحكومة لم تعد تكتفي بخطط مؤقتة، بل وضعت مساراً مؤسسياً عبر تشكيل اللجنة العليا الدائمة للزيارات المليونية، لتكون نواة تخطيط وتنظيم مستدام يخدم الزائرين على مدار السنوات، وليس فقط خلال موسم الزيارة.
وفي خطوة عملية، أعلن السوداني عن إطلاق المرحلة الثانية من المشاريع الخدمية التي تضم 36 مشروعًا جديدًا ستُباشر بعد انتهاء مراسم الزيارة، موضحاً أن النظرة الحكومية أصبحت شاملة لا تقتصر على المناطق المحيطة بالعتبات، بل تمتد لتطوير البنى التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي.
كما كشف عن تخصيص مشاريع حيوية من بينها مطار كربلاء الدولي ومشاريع أخرى في النجف، مع التركيز على فتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص، حيث تم الإعلان مؤخرًا عن خمسة مشاريع استثمارية كبرى في قطاع الثروة الحيوانية بقيمة تجاوزت ملياري دولار، باستخدام أحدث التقنيات العالمية.
وبيّن السوداني أن الحكومة أطلقت في آب 2024 نحو 102 مشروع خدمي وتنموي، تم البدء بتنفيذ 41 منها، مشيراً إلى أن البعض منها أنجز، فيما تستمر الأعمال في البقية، على أن تبدأ بعد الأربعينية عملية تقييم شاملة لأداء تلك المشاريع ومعالجة نقاط الخلل فيها.
وفي إطار الاهتمام بالخدمات المقدمة للزائرين، أعلن السوداني عن مشروع خاص لتقوية شبكة الكهرباء المرتبطة بالمواكب الحسينية، مؤكداً أن الحكومة تدعم استثمارات القطاع الخاص في قطاع الفنادق والخدمات السياحية كونها تمثل ركيزة أساسية لتوفير بيئة مريحة للزائرين.
وختم حديثه بتوجيه اللجنة العليا للزيارات المليونية بمواصلة تقييم الأداء وتشخيص التحديات ومعالجتها عبر مشاريع استراتيجية تُنفّذ بأعلى درجات الكفاءة والمهنية.