في خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الإقليمية والتصدي لآفة المخدرات، وقع العراق والمملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم شاملة تتضمن 17 بندًا للتعاون في مجالات مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية، وذلك خلال زيارة رسمية أجراها وزير الصحة العراقي ورئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات، الدكتور صالح مهدي الحسناوي، إلى العاصمة الرياض.
وخلال اللقاء الذي جمعه بوزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، جرى بحث سبل تطوير التعاون الثنائي وتبادل الخبرات والمعلومات، إلى جانب تعزيز آليات الوقاية والرصد المبكر، بما يخدم أمن واستقرار البلدين ويحمي مجتمعاتهما من هذه الآفة العابرة للحدود.
وأوضحت وزارة الصحة أن مذكرة التفاهم الموقعة تنظم أطر التعاون في مجالات الرصد، الوقاية، التوعية، وتبادل المعلومات الفنية والتنسيق الميداني، كما تركز على تعزيز الإجراءات الرقابية في المنافذ الحدودية، وتكثيف العمل المؤسسي المشترك بين الجهات المختصة.
وحضر مراسم التوقيع سفيرة جمهورية العراق لدى المملكة صفية السهيل، إلى جانب وفود رسمية من الجانبين، حيث شهد اللقاء مناقشات معمقة حول السياسات الوطنية لمكافحة المخدرات والتحديات الأمنية والصحية المرتبطة بها، كما تم التأكيد على التكامل المؤسسي بين وزارتي الصحة والداخلية في البلدين لضمان بيئة آمنة وصحية للمجتمعات.
ويأتي هذا التعاون في إطار توجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي شدد على ضرورة توحيد الجهود الوطنية وتعزيز القدرات الفنية والقانونية لمواجهة خطر المخدرات، ودعم الدور القضائي والتوعوي في ملاحقة المتاجرين والمروجين.
وأكدت الوزارة أن توقيع هذه المذكرة يمثل محطة استراتيجية جديدة ضمن خارطة العمل الإقليمي المشترك، ويعكس حرص العراق على ترسيخ شراكات فعالة مع الدول الشقيقة لمجابهة تحدٍ بات عابرًا للحدود، ويتطلب تنسيقًا عالي المستوى على جميع الأصعدة.