Homepage / تحركات البرلمان تُربك حسابات الطلبة المتفوقين.. خطابات بـ"الابتعاد" عن كليات القمة

تحركات البرلمان تُربك حسابات الطلبة المتفوقين.. خطابات بـ"الابتعاد" عن كليات القمة

 منصة واضح -بغداد

لم يكن في الحسبان، ولا في مخيلة أحد، أن يسمع لتلك النصائح الّتي أطلّقها نقِيبُ الأطباء العراقيين إلى الطلاب بالابتعاد عن دراسة كلّية الطب، نصائح ولدتْ حالةً من الإحباط لدى المستمرون على مقاعد الدراسة، وهو يواجهون مستقبل مجهول لا تعيين لهم بعد الآن.

حالة لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل استكملها نقيب الصيدلة، مخاطبًا العوائل، "بأن ابناءكم لا تعيين لهم في القطاع الخاص، ولا تفكروا بدفعهم إلى الجامعات الطبية".

المواقف هذه تأتي ردًّا على مقترح مجلس النواب الرامي إلى الغاء التعيين المركزي للأطباء والصيادلة خلال الفترات القليلة المقبلة، الأمر الّذي ولد حالة من الذعر والارتباك داخل الأوساط الطبية.

وفي وقت سابق أعلنت نقابة أطباء العراق رفضها القاطع لمقترح التعديل الرابع لقانون التدرج الطبي رقم (6) لسنة 2000، والذي تمت قراءته الثانية خلال جلسة مجلس النواب العراقي رقم (5) المنعقدة يوم الاثنين الموافق 24 آذار2024، وذلك لما يحمله من تداعيات سلبية خطيرة على مستقبل الأطباء حديثي التخرج وعلى النظام الصحي في العراق عمومًا.

وتؤكد النقابة أن الحل لا يكون بإلغاء التعيين المركزي، بل من خلال مراجعة منظومة القبول في كليات الطب وتنظيمها بما يتلاءم مع حاجة البلد الفعلية، وتفعيل التنسيق بين وزارات التعليم العالي والصحة والتخطيط للخروج بسياسات صحية متوازنة ومستدامة.

ودعت نقابة أطباء العراق مجلس النواب إلى رفض التعديل بصيغته الحالية، وفتح حوار جاد وشامل مع الجهات الصحية والنقابية والتعليمية المختصة، للوصول إلى حلول متوازنة وعادلة تضمن حماية حقوق الأطباء الجدد، وتحافظ على جودة التعليم الطبي والرعاية الصحية في العراق.

وتعليقًا على ذلك، وجه نقيب الأطباء العراقيين، حسنين صفاء في تغريدة له نصيحة لخرجي الدراسات الثانوية بالابتعاد عن دراسة كليات الطب، مشددًا على عدم الذهاب على هذه الكليات قبل دراسة كل الخيارات.

ويعتمد العراق منذ عشرات السنين نظام التعيينات المركزية لخريجي الكليات والمعاهد الطبية، والتي تشمل كليات الطب البشري وطب الاسنان والصيدلة والمعاهد الطبية بمختلف تخصصاتها، ورغم الكم الهائل من خريجي الكليات الطبية الذين يتخرجون كل عام ويتم تعيينهم في وزارة الصحة، إلا أن البلاد لا زالت تعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية.

ويضيف متهكمًا" كلام الأجداد ليس بالضرورة ملائمًا للمستقبل ولا حتى القريب".

ويبلغ عدد كليات الطب البشري في العراق 17 كلية موزعة على محافظات العراق، جميع هذه الكليات حكومية، بينما يفوق عدد كليات طب الاسنان والصيدلة الـ70 كلية لكل تخصص، نظرًا لسماح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بافتتاح كليات طب اسنان وصيدلة أهلية من دون السماح بافتتاح كليات أهلية للطب العام.

بالمقابل عبر نقيب الصيادلة حيد الصائغ، عن امتعاضه من تعديلات مجلس النواب التي تهدف لإلغاء التعيينات المركزي، قائلًا في تغريد له، إنّ هذه الإجراءات ستحرمكم من التعيينات في القطاعات الحكومية، مؤكدًا ان فرص التعيينات ستكون معدومة".

وكان رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي قال في وقت سابق بأن لجنته قدمت مقترح التعديل الرابع لقانون التدرج الطبي رقم 6 لسنة 2000. ومن أهم بنود هذا المقترح "أن يكون التعيين حسب الحاجة في المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة للطلاب الذين سيلتحقون بالدراسة في العام الدراسي 2024-2025، بينما يتم تعيين خريجي السنوات السابقة وفقاً للقانون الحالي الذي يلزم الحكومة بتعيين جميع خريجي الكليات الطبية والمعاهد الصحية".

وأضاف الصائغ، أن" على كل الطلاب السادس العلمي أن يفكروا جيدًا قبل التقديم على كليات الصيدلة، مؤكدًا أن الخمس سنوات المقبلة لن يكون لهم تعيين مركزي كما معمول به اليوم".


أمس, 14:58
Go back