في ظل أزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد آخر في قطاع غزة، وثّقت الأمم المتحدة حادثة إطلاق نار مثيرة للقلق، استهدفت مدنيين فلسطينيين أثناء انتظارهم قافلة مساعدات إنسانية على المعبر الحدودي.
فقد كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في تسجيل مصور نُشر يوم الجمعة، عن مشاهد صادمة تُظهر قافلة مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بينما ترتد طلقات نارية بسرعة كبيرة عن الأرض قرب تجمع حشود من المدنيين الجوعى.
وقالت أولغا شيريفكو، إحدى موظفات المكتب، إن فرق الأمم المتحدة استقبلت على الطريق "عشرات الآلاف من الجياع واليائسين الذين أنزلوا كل شيء من شاحناتنا"، مضيفة أن التسجيل الموثق بتاريخ 30 تموز أظهر رجالاً يركضون وسط حالة من الفوضى بالقرب من مركبات الأمم المتحدة التي دخلت إلى غزة.
وأوضحت "أوتشا" أن القوات الإسرائيلية أطلقت أعيرة تحذيرية على بعد بوصات فقط من المدنيين الذين كانوا ينتظرون وصول قافلة المساعدات.
من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي الاتهامات، معتبراً أن "أي ادعاء يوحي بأنه يطلق النار عمداً على المدنيين هو باطل ولا أساس له من الصحة"، مؤكداً أن قواعد الاشتباك الخاصة به تحظر تماماً استهداف السكان المدنيين، وأن إطلاق النار التحذيري لا يتم إلا عند وجود تهديد مباشر، و"بطريقة لا تعرّض المدنيين للخطر"، على حد قوله.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع فشل جولات التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحماس، والتي ترعاها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبعد 22 شهر على بدء الحرب، حذّرت الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه خطر "مجاعة شاملة"، في ظل الاعتماد شبه الكامل على المساعدات الإنسانية التي تصل عبر الشاحنات أو من خلال الإسقاط الجوي، وسط انهيار شبه تام للبنية التحتية وقدرة السكان على تأمين احتياجاتهم الأساسية.