في خطوة طموحة تستهدف تعزيز المنظومة الصحية وتقليل اعتماد العراقيين على العلاج في الخارج، أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، انطلاق العمل في عدد من المشاريع الطبية الاستراتيجية، مؤكدًا أن الحكومة ماضية في إنهاء ما وصفه بـ"استنزاف الموارد واضطرار المواطن للسفر للعلاج خارج البلاد".
جاء ذلك خلال مراسم إطلاق الأعمال التنفيذية للمستشفى الإيطالي في بغداد، الذي سيُقام على أنقاض مبنى "المطعم التركي" سابقًا، بطاقة استيعابية تصل إلى 103 أسرّة، وبمواصفات طبية وتقنية حديثة.
السوداني، الذي وضع حجر الأساس للمشروع بحضور نائبة رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي وممثل الاتحاد الأوروبي، ثمّن دور وزارة الصحة والجهات الساندة في تحويل هذا الموقع المهمل إلى صرح طبي متطور ضمن حملة "بغداد أجمل"، مشيرًا إلى اعتماد نظام الإدارة والتشغيل المشترك مع مؤسسات دولية مرموقة.
وأكد رئيس الوزراء أن المشروع الجديد سينفذ وفق معايير عالمية، وسيتضمن وحدة عناية مركزة بسعة 19 سريرًا مجهزة بأحدث التقنيات، وسبعة أجنحة خاصة، في إطار خطة شاملة لرفع مستوى الخدمات الطبية التخصصية داخل العراق.
كما أعلن السوداني إطلاق العمل في 16 مستشفى جديدًا بسعة 100 سرير موزعة في مختلف الأقضية، مؤكدًا أن الحكومة لا تكتفي بإحياء المشاريع المتلكئة، بل تبادر إلى تأسيس أخرى حديثة تتناسب مع احتياجات المواطنين.
وعن الأمن الدوائي، أشار إلى أن نسبة الاعتماد على الإنتاج المحلي للأدوية ارتفعت إلى 40% بعد أن كانت لا تتجاوز 10%، بفضل دعم مباشر للقطاع الصناعي الدوائي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الفاتورة الصحية المستوردة.
وأكد السوداني أن الحكومة تعمل على تهيئة بيئة استثمارية محفّزة للقطاع الصحي، من خلال اختصار الإجراءات البيروقراطية ومنح صلاحيات مرنة لجذب كبرى المؤسسات الاستثمارية، مع التركيز على تطوير صناعة المستلزمات الطبية داخل العراق.
واختتم حديثه بالتشديد على أن مسار الإصلاح الصحي مستمر، قائلاً: "هدفنا أن يجد المواطن العلاج داخل وطنه، بمستوى لا يقل عن أي نظام صحي عالمي، وأن نُحوّل النفقات الخارجية إلى بنى تحتية طبية داخلية تنهض بواقع العراق الصحي".