كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل قدّمت للوسطاء الدوليين وثيقة تتضمن ملاحظات وتعديلات على ردّ حركة حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تترقب فيه تل أبيب زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، المقررة اليوم أو غدًا، بهدف إعادة الزخم إلى المفاوضات المتعثرة.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن زيارة ويتكوف تأتي في إطار ضغوط متزايدة لإتمام صفقة تبادل الأسرى وتثبيت الهدنة، وسط ترقب لانعقاد اجتماع "مهم" للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر (الكابينت) مساء اليوم لمناقشة المستجدات.
في المقابل، أبدت حركة حماس استغرابها من تصريحات ويتكوف الأخيرة، التي اتهمها فيها بعدم إبداء "حسن النية"، معتبرة أن الموقف الأميركي يغض الطرف عن مسؤولية الاحتلال المباشرة في تعميق المأساة الإنسانية بالقطاع.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير أميركية بأن ويتكوف يعتزم زيارة مراكز توزيع المساعدات في غزة التابعة لما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي الجهة التي ارتبط اسمها بمشروع أميركي-إسرائيلي مثير للجدل يهدف إلى السيطرة على ملف الإغاثة، وتعرض لانتقادات دولية ورفض أممي واسع، وُصف بأنه "مصيدة موت" تستغل الأزمة الإنسانية كأداة للضغط والتهجير.
هذه التحركات الدبلوماسية تأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية على تل أبيب وواشنطن بسبب تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا بأن الوضع في القطاع "مأساوي"، مشيرًا إلى أن "الأطفال يتضورون جوعًا"، مع تعهده بالسعي لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية، رغم استمرار إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التحكم بمسارات توزيع الإغاثة.
في غضون ذلك، كشفت تقارير إعلامية عن زيارة سرية يجريها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، إلى واشنطن، وسط تكهنات بأن المباحثات قد تشمل ترتيبات أمنية وملفات تتعلق بالمفاوضات المتوقفة.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه غزة ترزح تحت وطأة حرب إبادة غير مسبوقة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وإصابة ما يزيد عن 146 ألفًا آخرين، وسط دمار شامل وصفته تقارير دولية بأنه "الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية"، بينما يُحرم السكان من الغذاء والماء والدواء في ظل حصار خانق ودعم دولي متواطئ.